من الإنصاف أن نشيد بما قام به المدير العام للتعليم في جدة الأستاذ عبدالله الثقفي، الذي أصدر قرارا يقضي بإنهاء تكليف ثلاث مديرات مدارس متسلطات في جدة، وفي ردع مثل هذه النماذج، يجب أن يقتدى به في بقية الإدارات، فهن لسن مجرد ثلاث، فهناك كثير من هذه الظواهر البشرية المتسلطة في المدارس، وفي كثير من الإدارات النسائية، إذ يصبح كرسي السلطة لديهن أداة للتسلط والتفريط في أمانة المسؤولية وممارسة الظلم المبطن والمكشوف، وبشكل يكاد لا يظهر، حيث لهن طرقهن وأساليبهن الملتوية لظلم من هن تحت إدارتهن.

وهنا، والأمر يكاد يكون معتادا ودارجا، لدرجة أن وجود نماذج مديرات يعملن وفق مبادئ إنسانية يكاد يكون أمرا مبهجا، ويستحق الاحتفاء به حتى إننا نقول: الدنيا بخير لكثرة ما يحدث في تلك الإدارات في وقت زادت فيه وتيرة ظلم الآخر وأصبحت شيئا مقبولا وغير مستغرب.

ليس فقط في إدارات التعليم يتحرك التسلط المهني والإداري بكل ثقله وجبروته، بل في إدارات كثيرة على اختلاف مجالاتها، لا بد أن يحظى البقية بمدير ما يتسلط عليهم ويصل الأمر إلى أن البعض ربما يغادر ويفقد عمله حين لا توجد للعدالة أو الإنصاف الإداري أية مساحة ممكنة.

في كواليس المشهد الإداري في مختلف القطاعات، هناك الإدارة المتسلطة الممثلة في شخص، وربما في منظومة إدارية كاملة، تعمل بقوة وشراسة من أجل كعكة واحدة يدفع ثمنها مرؤوسوهم، وتستمر القافلة ترمي بثقلها على خراب الصالح العام مقابل الفرد المتسلط المستبد.

أحسنت إدارة التعليم في هذه البادرة المشرفة في ردع الظلم وقطع طرقه. ومن الواجب أن يكون هذا قانونا يسري على كل من يمارسون الظلم الإداري، وأجزم أنهم كثر، وأنهم أمنوا العقوبة فتمددوا مثل شجرة سامة تمد جذورها في الأرض، وأن هناك كثرا يظلمون وفي فيهم ماء. أما آن الأوان أن يكون هناك قانون صارم لردعهم فور تفرع شجرهم السام.