* "يا شيخ جزاك الله خير حلمت بأن زوجة أخي جاءت عندنا في بيتنا وقالت إن شعر أختها فيه قمل، وفعلا يا شيخ كل ما فتحت خصلة من شعرها أحصّل قملة"!
* "يا شيخ حلمت أن أختي الصغرى حاطة تقويم أسنان وفجأة ـ اللهم أجعله خير ـ رأيت هذا التقويم بأسناني بالفك السفلي وتضايقت منه وسحبته وتعورت"!
* "حلمت يا شيخ إني ذاهبة إلى محل ملابس أنا وأخوات زوجي، وكان صاحب المحل آسيوي يخبرنا عن الجلابيات الجديدة، وكانت أخوات زوجي كاشفات شعرهن بدون حجاب، وكنت أتساءل لماذا هن بلا حجاب ونظرت لنفسي ووجدت نفسي بلا حجاب!.. وذهبت بسرعة، وارتديت الحجاب والنقاب، وكنت مستغربة إني كنت بدون حجاب ولا نقاب! وأنا بالواقع ألبس الحجاب والنقاب!، وصحيت من الحلم يا شيخ عساه خير"؟!
ـ هذه عينة عشوائية لأحلام قرأتها ضمن آلاف الصفحات التي تتحدث عن الأحلام!
وفي الفضاء خلال السنتين الأخيرتين برامج كثيرة وسوق رائجة لتفسير الرؤى.. وهناك مفسرون يكسبون الملايين.. شركات الاتصال ركبت الموجة.. والضحية: شريحة عريضة من المجتمع مأزومة نفسيا.. قلقة دائماً.. النساء بالذات أصبحن فريسة للكوابيس!
لا خلاف على الرؤى أبدا.. "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة".. ولا خلاف على تعبير الرؤى الحقيقية المستوفية الشروط.. لكن حينما يتشابك عباس مع دباس، ويختلط الحابل بالنابل، وتختلط أحلام اليقظة.. بأفكار العقل الباطن.. بأحاديث النفس.. بوسوسات الشياطين.. بالأماني.. بأضغاث الأحلام المترافقة مع اللبن وكبسة المندي، ويصبح هذا المجتمع لا هم له سوى ملاحقة هذه الخرافات فهذا نذير شؤم وعلامة تخلف، وبحاجة لدراسة هذه الظاهرة المتنامية!
ينام الواحد منا بعدما يكون شرب سطل لبن، وينهض متخماً بالكوابيس وإيحاءات العقل الباطن ثم يتوجه نحو الهاتف بقلق وخوف و: يا شيخ أنا حلمت!