فيما تتزايد خطورة الوضع الأمني في ليبيا، وسط معارك دامية بين الجيش وجماعات مسلحة، تتخللها عمليات غربية ضد تنظيم داعش، تسببت في سقوط مئات القتلى والجرحي، فضلا عن تدمير غالبية المستشفيات وتعطيل وصول الإمدادات والمساعدات، يعيش الليبيون أوضاعا صحية صعبة، تتمثل في نقص كبير للأدوية والمعدات والأطقم الطبية، مما يزيد من معاناة الشعب الليبي وينبئ بوضع إنساني كارثي.
وقال وزير الصحة في الحكومة الليبية، رضا العوكلي، خلال مؤتمر صحفي بمقر بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا في تونس، إن الوضع الصحي في ليبيا مأساوي، في ظل العجز عن شراء مستلزمات لعلاج المرضى والجرحى، رغم أن للحكومة مليارات الدولارات مجمدة في الخارج.
ظروف صعبة
أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا، جعفر حسين، أن البلاد بحاجة إلى 50 مليون دولار قيمة تمويلات في قطاع الصحة، وأن العالم يهتم بمناطق الصراع في العراق وسورية، لكنه ينسى ليبيا، مشددا على أن هناك أطفالا من دون لقاحات ونساء يلدن في منازلهن. وأضاف أن الليبيين يعيشون ظروفا إنسانية صعبة، زاد سوءها تردي الخدمات الطبية ونقص التدريب في ما تبقى من المستشفيات بسبب الحرب. يذكر أنه في نهاية 2015 أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 2.4 مليون شخص في ليبيا التي يقطنها 6 ملايين ساكن، يحتاجون مساعدات إنسانية بأكثر من 165 مليون دولار في العام الجاري.
أعمال إغاثة
أشارت معلومات من وزارة الصحة إلى أن 60 إلى 70 % على الأقل من المستشفيات أغلقت أو أصبحت خارج نطاق الخدمة تماما، وأن أكثر من 80 % من الموظفين في أقسام تتطلب مهارات عالية مثل العناية المركزة وغرف الطوارئ والعمليات تركوا المستشفيات. وقالت الوزارة، إنه دعما لقطاع الصحة الذي يعاني عجزا كبيرا في الأطقم الطبية والطبية المساعدة ومواد التشغيل، فإن الهلال الأحمر الليبي يقوم بأعمال إغاثة من فترة إلى أخرى، خاصة عبر القوافل الطبية التي تضم مشاركة أطباء من مختلف التخصصات، والقيام بفحوص للأطفال والنساء والرجال كانوا بحاجة لتلقي العلاج، فضلاً عن إجراء عمليات جراحية.