علمت "الوطن" من مصادر أن مستشفيات الأمل في جدة والرياض والدمام تواجه شحا في الأدوية الرئيسية لعلاج الإدمان، في حين أكد مدير مجمع الأمل بالدمام الدكتور محمد الزهراني أن هناك حرصا من الأطباء على عدم صرفها للمرضى، لتسببها في الإدمان، وأنها لا تعد دواء رئيسيا مثل مضادات الاكتئاب أو الذهان، بل تصرف لحالات القلق البسيط.
فيما كشف مصدر لـ"الوطن" أن مستشفيات الأمل في المدن الرئيسية في جدة والرياض والدمام تواجه شحا في الأدوية الرئيسية لعلاج الإدمان، مثل النيرو، والفاليوم، والروميلور، وهو ما يثير قلق المرضى، أكد استشاري نفسي أن وزارة الصحة ما زالت غير دقيقة حتى الآن في وضع أو تصنيف الأدوية النفسية، أو توفير البدائل، وانتزاعها من الشركات الطبية المسيطرة، ومواجهة عملية ارتفاع بعض أسعار الأدوية، وتوفرها في صيدليات معينة.
تقصير
أوضح أستاذ علم النفس الدكتور سعد المشوح أن "الأدوية النفسية تخضع لاختبارات ورقابة علمية، خاصة في المؤسسات الطبية، ولها فوائد وأضرار مثل أي دواء آخر، خصوصا عند الانقطاع عنه".
وأضاف أن "خطورة الأدوية النفسية تكمن في شحها المفاجئ في الأسواق، وأحيانا يلجأ المرضى إلى استعمال أدوية دون استشارة طبية، وهذا يسبب إشكالية كبيرة لهم".
وأشار المشوح إلى أن "هناك أبعادا نفسية وراء انقطاع أو شح الأدوية الأول: بعد اجتماعي وثقافي، فالمريض النفسي أو أسرته يتحاشون السؤال عن تأثير الأدوية النفسية وانقطاعها وتوفرها، لأن الدواء النفسي واستخدامه ما زال عليه إشكال في المجتمع، وما زال البعض يتحاشى استخدام الأدوية النفسية".
وأشار المشوح إلى أن "البعد الثاني طبي، حيث يجب على المؤسسات الطبية أن توفر البدائل في حال شح أو انقطاع الأدوية النفسية، وأن توضع خطة لكيفية استخدام وتوزيع الأدوية للمستفيدين في المؤسسات الطبية".
وأوضح أن "وزارة الصحة ما زالت غير دقيقة حتى الآن في وضع أو تصنيف الأدوية النفسية، أو توفير البدائل من الأدوية، وانتزاعها من الشركات الطبية المسيطرة على الأدوية النفسية، ومواجهة عملية ارتفاع بعض أسعار الأدوية، وتوفرها في صيدليات معينة، وضعف تثقيف وتوعية المجتمع من إدمان بعض الأدوية، وعلى سبيل المثال حبوب "الزانكس" المنتشرة بشكل كبير في أوساط الشباب، وهذا يحتاج إلى جزء كبير من التوعية من عدة جهات حكومية، وتوفر هذا العقار بكميات كبيرة يضع علامة استفهام كبرى حتى لدى الجهات المستوردة لهذه النوعيات".
وطالب أستاذ علم النفس بأن "كون هناك بدائل للمرضى النفسيين، وتوعية المرضى باستخدام الأدوية البديلة، حتى في حال توفرها في بعض الصيدليات، حيث يمكن أن تكون هي الأخرى مصدر خطورة، حيث إن الفيصل في استخدامها هو الطبيب الذي يحدد صلاحية الدواء من عدمه"، مشيرا إلى وجود تجاوزات بسبب عدم الرقابة وقلة الوعي لدى المجتمع.
ليست أدوية
قال مدير مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام الدكتور محمد الزهراني إن "من يشتكي من شح أدوية العلاج النفسي هم المدمنون، لأن الأطباء المخلصين لعملهم لا يصرفون تلك الأدوية، كونها تسبب الإدمان، وهي تصرف لبعض المرضى المحتاجين للمهدئات الصغرى، ولا تعتبر دواء رئيسيا مثل مضادات الاكتئاب أو الذهان، بل تصرف لحالات القلق البسيط". وأوضح أن "الأنواع الثلاثة وهي النيرو، والفاليوم، والروميلور لا تعاني من الشح، وهي متوافرة في مجمع الأمل بالدمام، وإذا حصل نقص في بعض الأدوية هناك بدائل تقوم بالدور ذاته".
الأدوية الشحيحة في مستشفيات الأمل
Neuro معالجة الصرع
Valium معالجة القلق
Romilor معالجة أمراض القلب والشرايين
الغرض منها: تهدئة الأعراض الانسحابية لمدة تتراوح بين 14 و 21 يوما
عربة الطوارئ
أكد رئيس اللجنة الصحية في غرفة جدة ناصر اللاحم أن "هناك شحا في أدوية الطوارئ أو ما يسمى عربة الطوارئ، المهمة جدا في إنقاذ حياة المريض، وهذه الأدوية رخيصة، وبالإمكان توفيرها، وقد ناقشنا شح هذه الأدوية وإمكانية توفيرها مع جميع مسؤولي الصحة، وحتى الوزراء دون جدوى". ويرى أن "عدم توافر هذه الأدوية في الأسواق لكونها رخيصة الثمن، وقليلة الاستخدام، والمكاسب التي يحصل عليها المورد لهذا الدواء تعتبر متواضعة مقارنة ببعض الأدوية، لذلك توقفت الشركات عن توريدها، وتسبب هذا التوقف في قيام مجموعة من أصحاب المستشفيات بتوفيرها عن طريق السوق السوداء وبأسعار مرتفعة".