سعيد علي دلبوح


يتساءل كثير من الكتاب عن سر تطور المجتمعات؟

البعض يشير إلى أن التطور في المجال الصناعي هو الأساس، والبعض الآخر يجزم بأن النهضة الثقافية والاجتماعية والتعليمية هي الأساس، ومجموعات أخرى ترى التطور الحضاري والتقدم هما الأساس، في ظل وجود قوانين حضارية تضبط حركة المجتمع وتتيح لكل فرد فيه أن يبدع في مجاله، من خلال توفر البيئة القانونية والتشريعية المناسبة، والبعض يراخ في كل ذلك.

وفي رأيي أن الإجابة عن هذا التساؤل غير مكتملة.

أولا: لنا في كتاب الله المنهج والدستور والشريعة الذي نزل على رسوله الكريم لكافة البشر ولكل الدنيا دستورا أبديا وفي آخر رسالة سماوية عندما بدأت أول آية بقوله تعالى (اقرأ) لتعطي العلم المنزلة العالية، فالعلم هو النور وهو الحضارة وهو كل الثقافة، وأبجديات الصناعة، فهو المقياس الحقيقي لتقدم المجتمعات، أعطني مجتمعا متقدما لم يكن أول اهتماماته العلم والعلماء، ولكن هذه الشعوب المتقدمة ركزت على نوعية العلوم التي تحتاجها، وأبدعت في طريقة توصيل هذه العلوم لأبنائها، وأعطت العلماء المكانة التي يستحقونها، وأعطت المجال لهؤلاء العلماء للإبداع والدعم في البحث العلمي والتطبيق العملي، نحن نسير بخطى جيدة في هذا الاتجاه وهذا ما يؤكده الواقع من خلال عدد الجامعات التي تضاعف في السنوات الأخيرة، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ولكن التركيز يجب أن يكون أكبر على البحث العلمي والاستفادة منه وإعطاء هذه البحوث وهذه الدراسات الإمكانيات للتطبيق العملي، فلا يوجد لدينا مشكلة سواء اجتماعية أو اقتصادية أو صناعية إلا وأشبعناها بالبحوث والدراسات النظرية، وحصل الباحثون منها على أرقى الشهادات، ولكن تظل نظرية وحبيسة الأدراج دون تطبيق.