علي المالكي
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ملحوظ تعليقات حول قضية الطالب الذي أساء الأدب مع معلمه ورد عليه المعلم بالضرب والتلفظ بألفاظ نابية لا تليق به كمعلم، وقد بادرت إدارة التعليم باحتواء القضية بطريقة حكيمة وقانونية، إذ حققت في القضية من خلال لجنة قضايا المعلمين المختصة في هذا الجانب، وستأخذ القضية مسارها النظامي والقانوني، وتمت معالجة الموضوع في حينه بإشراف مكتب التعليم المختص الذي يمثل إدارة تعليم مستقلة، وقد باشر مدير عام التعليم بمحافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي على كبر مهامه ومسؤولياته القضية منذ حدوثها حتى استقبل الطالب بروح أبوية ولفتة حانية لتطييب نفسه ومراعاة لمشاعره وردا لاعتباره، لأن الطالب تعرض لإهانة واضحة تمثلت في ضرب الوجه بطريقة لا يقبلها أحد على أبنائه، والمخالفة وقعت وسيحاسب المعلم عليها وفق ما تقتضيه اللوائح والأنظمة المعمول بها في وزارة التعليم، والأستاذ عبدالله الثقفي وهو قائد تربوي تدرج في مناصب عدة حتى وصل إلى هذا المنصب مديرا عاما للتعليم، اشتهر عنه في أوساط منسوبي تعليم جدة منذ سنوات حزمه المصحوب بالرحمة والحكمة وسرعة بديهة ولين جانب ومعرفة الحق واتباعه وعدم المجاملة وحبه للطلاب، تمثل ذلك في استقباله لهم في مكتبه وزياراته للمدارس والتحدث معهم بأساليب راقية دعوية بأبوة حانية لأنه يعد أبا لطلاب جدة وأخا أكبر لهم، ولكن استغربت أنا وكل منصف تلك التعليقات التي صدرت من أشخاص غير مختصين في التربية والتعليم، وممن لم يعرفوا شخصية الثقفي الذي يحمل قلبا كبيرا حانيا ويتصرف مع الناس بتلقائية وصدق وبدون تكلف، وحينما استقبل الطالب وضمه وحياه وتصور بجانبه وأجلسه على مكتبه أعاد للطالب توازنه وأرسل رسالة للعموم أن مدير التعليم متابع لما يحدث لرعيته وأنه يفرح لفرحهم ويتألم لألمهم، وقد كرم المبدعين والمتفوقين منهم وشجع من يستحق التشجيع وحاسب المقصر، وقد سمعته مرارا يكرر لجميع المسؤولين في مكاتب التعليم وفي الإدارة يقول بكل حزم: ما جعلنا إلا لخدمة أبنائنا الطلاب، وأنا حينما أسطر هذا المقال أنادي الجميع وأذكرهم بتقوى الله فيما يقولون وما يكتبون، وأنهم مسؤولون عما يسطرون وأن يقيموا لمسؤوليهم قدرا ومنزلة، فرائد التعليم في جدة للبنين والبنات عرفناه طالبا علما ورجلا فاضلا فهو يستحق الاحترام والتقدير.