لا أذكر أنني عدت للتعليق على التعليق. الإنسان يقول كلمته ويمضي.

قبل أيام، طرحت موضوعا يدور حول اقتراح بعلاج مدمني حبوب الكبتاجون تحت إشراف وزارة الصحة، طبّيا، بواسطة المادة ذاتها التي سببت لهم الإدمان، حتى يتم شفاؤهم بالتدريج، وحتى لا يقودهم إدمانهم إلى الموت السريع بعدما ثبت خلط مواد سامة بالحبوب المهربة إلى بلادنا.

كنت أنتظر ردا طبيا يثبت أن هذه الطريقة في العلاج غير مجدية، لا ردا يعلمني ماذا أكتب وكيف أطرح القضية!

• الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات رجل قدير، بعث ردا من هذا النوع، ولأنني أحترم هذا الرجل، وأحترم الجهاز، وأعتز بكل من يعمل في هذا الجهاز، أجدني مضطرا للرد على الرد، والتعليق على التعليق!

• يقول الأخ الفاضل، إنني اقترحت إتاحة تعاطي المخدرات، ولا أعلم أين قرأ هذا الاقتراح. أنا إطلاقا لم أطرح مثل هذا الاقتراح، بل إنني قلت بالنص:

"لن أتحدث عن حكاية تعاطي المخدرات لأغراض الترفيه.. الحلال بيّن، والحرام بيّن.. ولا أظن أنها أمور متشابهة. بل واضحة كالشمس في "عز الظهر"!

فمن أين أتى الأخ القدير بأنني اقترحت إباحة الكبتاجون؟!

الأمر الثاني؛ حينما قلت إن تجار المخدرات يصنعون 50 ألف حبة مخدرة نقية، ثم يقومون بخلطها بـ500 ألف حبة قاتلة ومدمرة من نفايات الأدوية، قال إن هذه المعلومة غير صحيحة، ولا تستند إلى أي مصادر رسمية.

احترت كيف أقنعه، ودون أن ينتبه قال بعد نفيه هذا بأسطر قليلة: "حبوب الكبتاجون المهربة إلى المملكة تحوي نسبة 90 % من مواد كيميائية قاتلة، وقادرة على تدمير خلايا المخ بمجرد تعاطيها من ثلاثة إلى ستة أشهر"!. ينفي ما ورد في المقال، ثم يعود ويؤكده!

وعلى أي حال، أظن أنني من أكثر كتاب الشأن العام الذين تناولوا موضوع المخدرات ونبه إلى خطورتها، وبيّن جهود ورجال مكافحة المخدرات في محاربة هذا الوباء القاتل والمحرم، لكن يبدو أن تلك المقالات لم تمر على الزملاء في هيئة مكافحة المخدرات.. وللحديث بقية!.