حسين عقيل
كل القرارات والأمنيات والأحلام والحياة والموت لا تحتاج أكثر من دقيقة..!
التفكير قد يستغرق يوما أو شهرا أو عاما، وربما عمرا، ولكن القرار والحسم يكون في آخر ثانية من آخر دقيقة!
العمر وإن طال فالأجل يحل في ثوان أو أقل، ويحسم العمر في آخر ثانية لك في الحياة!
تلك الثانية الأخيرة هي الفاصلة بين عالمين وحياتين، وتلك الدقيقة هي الأثمن بلا شك، وهي الأهم بلا ريب، وقد يكشف لك فيها الغطاء وتهدى إلى سواء السبيل.
هكذا أراها وهكذا وصفها الأنبياء والرسل، وهكذا كانت عند الله أحقر من جناح بعوضة!.
فلنستحضر إذن أن حياتنا محصورة في مساحة مقدارها ما بين أول ثانية في الدقيقة والثانية الستين منها.
وتبقى الآمال والتسويفات وفسح الحياة حبيسة في دقيقة الدهر تلك!
فما أقصرها حياة وما أضيقها مساحة، ولأنها كذلك فتحديد المصير أيضا لا يأخذ منا غير دقيقة أو أقل بكثير، والموت مع الجماعة كما يقولون رحمة، فما بالك بالحياة معهم!
وما أفسح العمر وأسعده إذا أحسنت النظر ووفقت لأصوب الرؤى، ثم عرفت السبيل إلى ربك الذي يعاقب الليل والنهار في دقيقة عمرك وثوانيها الأخيرة، وعشت عمرك وكأنما هو "دقيقة" تعود فيها إلى الله.