بينما استنجد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بطهران لإيجاد حل للأزمة في بلاده، وإيقاف الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد، عارضت قوى وطنية تدخل إيران، مطالبة بانتخابات مبكرة نزيهة. وفي زيارته الأخيرة إلى بغداد، عقد الجنرال الإيراني قاسم سليماني، السبت الماضي، اجتماعا ضم شخصيات سياسية عراقية، لبحث الخطوات الإصلاحية لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، وبلورة موقف موحد يضمن الحفاظ على تماسك وحدة القوى الشيعية المنضوية ضمن التحالف الوطني الحاكم.
وأكدت مصادر مطلعة أن الاجتماع ضم وزير النفط الحالي، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، عادل عبدالمهدي، ورئيس كتلة ائتلاف دولة القانون علي الأديب، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبومهدي المهندس. وكان المجلس الأعلى الإسلامي في العراق بزعامة عمار الحكيم، أحد أبرز القوى المنضوية في التحالف الوطني، أبدى رغبته في طرح عبدالمهدي مرشحا بديلا للعبادي لرئاسة حكومة إنقاذ وطني لحين حلول موعد الانتخابات التشريعية المقبلة في 2018م. من ناحيته حذر ائتلاف الوطنية، بزعامة إياد علاوي من التدخل الإيراني وسعي طهران لإحباط رغبة معظم القوى السياسية في إجراء إصلاحات تنقذ البلاد من أزماتها المالية والأمنية.
التدخل الإيراني
في سياق متصل، قال النائب عدنان الكناني إن اجتماع سليماني بقادة الأحزاب الشيعية يثبت بالدليل القاطع مدى اتساع النفوذ الإيراني على قادة التحالف الوطني في اتخاذ مواقف تخدم طهران، مؤكدا أن زعيم ائتلافه إياد علاوي أعلن رفضه إجراء إصلاحات شكلية، لا تخدم مصالح الشعب العراقي ولا تلبي مطالبه في تحسين الأوضاع المعيشية وتطوير إدارة الملف الأمني، ومحاسبة المتورطين بالفساد من المسؤولين السابقين والحاليين، مشددا على أن احتواء المشكلة الراهنة يتطلب انتخابات مبكرة وترشيح شخصيات مستقلة لمجلس مفوضية الانتخابات.
تحرك العبادي
وعن تحرك العبادي لتشكيل كتلة برلمانية لضمان تصويت مجلس النواب على التغيير الوزاري المنتظر، أكد الكناني صعوبة بلورة موقف موحد لدعم هذا التوجه، معللا ذلك بحرص الأطراف المشاركة في الحكومة، ومنها التحالف الوطني، على الاحتفاظ بحقائبها ورفضها التخلي عن مكاسبها المبنية على المحاصصة الطائفية والحزبية.
إلى ذلك أعلنت رئاسة الجمهورية أمس أن الرئيس فؤاد معصوم سيعقد غدا اجتماعا مع القيادات السياسية لبحث المستجدات الأمنية والاقتصادية، بينما أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مواصلة المشاورات لتحقيق اتفاق على التغيير الوزاري المرتقب.
تحرير الموصل
وعلى صعيد العمليات ضد داعش، أفادت مصادر عسكرية أن الجيش العراقي حرك قواته للاستعداد لهجوم تعهدت بشنه الحكومة في العام الحالي لاستعادة المدينة الواقعة شمال البلاد، من التنظيم. ولفتت المصادر إلى نشر المزيد من الجنود، أول من أمس، بقاعدة مخمور الشمالية على بعد 70 كلم من الموصل، لتشارك في تحريرها بالتعاون مع قوات البشمركة والتحالف الدولي.