قسّم أستاذ اللغة العربية وآدابها، عميد معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة أم القرى الدكتور عادل با ناعمة، العلاقة بين الأدب والقيم إلى 3 مدارس مختلفة، هي "مدرسة الانفصال، مدرسة الاتصال، مدرسة الاحتمال".

وأشار با ناعمة في محاضرته بعنوان "الأدب..والقيم" في أحمدية المبارك في الأحساء أمس، إلى أن شعراء وأدباء عرب، أبانوا أن هناك فرقاً بين الشعر والتدين، وأنه لا ينبغي أن يتدخل التدين في الحكم على الشعر، وإذ نسك الإنسان وصدق فإن لفظ شعره دون المستوى، وهؤلاء هم ممن يؤيدون مدرسة الانفصال بين الأدب والقيم انفصالاً جوهرياً، وأن ارتباطهم سيسهم في ضعف النص.

وأبان با ناعمة في المحاضرة التي أدارها أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود الصحية في الأحساء الدكتور نايف آل الشيخ مبارك، أنه في الستينات والسبعينات الميلادية، كان الصوت الأعلى في الوطن العربي هو للأدب الذي يناقش القومية والحرية والعدالة والتحرر من المستقبل، وكان شعراء هذه الأصوات في المقدمة.

وذكر أن هناك قصائد أجمع النقاد على حسنها فنياً، وفيها أبيات في غاية السوء، أشبه ما تكون بالأفلام الإباحية –على حد قوله-، موضحاً أن القيم ليست بحاجة إلى الشعر، وأن من أهداف الشعر هي غرس القيم عند المتلقي. واستهل با ناعمة محاضرته، بالإشارة إلى أن هناك 4 معايير للقيم، وهي: العقلي، والنفسي، والتوافق، والرغبة.


مدارس الشعر

1 - مدرسة الانفصال: إذ إن الأدب بطبيعته غير قابل لاحتمال القيم أو الأخلاق أو العلم، الأدب حرية وانطلاق، وأن القيم قيد ووثاق ولا يمكن الجمع بينهما، وهما ضدان لا يجتمعان، وأن الفن مرتبط بالحس والقلب الذي قيمته الإمتاع، والقيم والعلوم مرتبطتان بالعقل الذي قيمته الإقناع، والمسافة بين القلب والعقل كبيرة.          

2 - مدرسة الاتصال: إذ إنه لا يكون الأدب أدباً أصلاً في حال خلوه من القيم والأخلاق، ذلك أن القيم جزء من كينونة الإنسان، والأدب واللغة جزءان من كينونة الإنسان، ولا يمكن لجزءين من كينونة واحدة أن يتعارضا، ولا ينفكان لأنهما من جزء واحد، وأن الواقع الأدبي في مختلف الأمم مرتبط بالقيم والأخلاق.      

3 - مدرسة الاحتمال: هي المدرسة التي تتوسط بين الاتصال والانفصال، وترى أن الأدب ليس مفتقراً للقيم، وليس رافضاً للقيم، وأن الشعر لا يمنع جودته أن يكون فاحشاً.