بعد 40 عاما من تخليد دولة البحرين الشقيقة لاسم المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز بتسمية أحد شوارعها الرئيسة باسمه، وفي يوم ماطر شهدته العاصمة البحرينية "المنامة" أمس، واصلت البحرين ملكا وحكومة وشعبا عهد الوفاء، إذ دشنت ظهر أمس، وبتوجيه من ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اسم فقيد الأمتين العربية والإسلامية، وعميد دبلوماسيي العالم الأمير سعود الفيصل -يرحمه الله- على أحد أهم شوارع العاصمة "المنامة" وأحدثها.
حفل التدشين
شرّف رئيس مجلس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، حفل الافتتاح الرسمي لشارع الأمير سعود الفيصل ظهر أمس، بحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، والأمير محمد بن سعود الفيصل، والأمير سعود بن خالد الفيصل، وبحضور عدد من كبار المسؤولين والوزراء بمملكة البحرين، وعدد من النواب وأعضاء السلك الدبلوماسي ورجال الصحافة والإعلام.
عمق العلاقات
عبر رئيس وزراء البحرين خلال حديث ودي مع الأمير خالد الفيصل والأمير تركي الفيصل عن اعتزازه بعمق العلاقات البحرينية - السعودية المتجذرة منذ القدم، مشددا على أن هذه العلاقة ممتدة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. وأكد أن المملكة العربية السعودية وقفت دائما إلى جانب البحرين، ولم ينقطع دعمها مع تعاقب ملوكها أبناء المؤسس "سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، رحمهم الله جميعا"، ولا تزال في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يقف إلى جانب البحرين ويدعمها بقوة، مؤكدا أن جميع أبناء البحرين والأمتين العربية والإسلامية بأسرها يقدرون عاليا ما تقوم به السعودية من جهود للذود عن كرامة الأمة وسلامة أراضيها وسيادتها، معربا عن تمنياته للمملكة بمزيد من الازدهار والتقدم تحت راية قيادتها الحكيمة، وفي ظل تماسك شعبها والتفافه حول قيادته في كل جهودها على صعيد التنمية والتطوير.
حكمة مشهودة
أوضح وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة في كلمته خلال حفل التدشين، أن مبادرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بإطلاق اسم الأمير سعود الفيصل على أحد أهم شوارع العاصمة المنامة، وحضور رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفل التدشين، ماهو إلا تجسيد لوفاء مملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا للراحل العظيم، وما يتمتع به من مكانة خاصة في قلوب أهل البحرين. وأضاف أن الأمير الراحل حمل دبلوماسية المملكة العربية السعودية الشقيقة طوال أربعين عاما، تاركا خلفه صرحا ضخما وآثار رحلة طويلة قضاها في رسم سياسة بلاده الخارجية، كما كان علامة فارقة في تاريخ الدبلوماسية العربية، وفي التصدي لمختلف الأزمات التي واجهتها الدول العربية والإسلامية بحكمة مشهودة ومواقف حاسمة، خلدته في ذاكرة الأمة كأحد أبرز رجالها على مر العصور.
المملكة سند الأمة
شدد الأمير خليفة على مكانة المملكة ودورها في حفظ أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أنها بقيادة خادم الحرمين الشريفين تمثل "السند" لجميع الدول العربية والإسلامية. وأشار إلى أن مبادرات المملكة في نصرة الحق والعدل والدفاع عن الدين تلقى احترام وتقدير الجميع، لافتا إلى تشرف مملكة البحرين ومليكها وحكومتها وتشرفه شخصيا، باستقبال البحرين أبناء وأحفاد الملك فيصل في بلدهم وبين أهلهم وأشقائهم.
استكمال المرحلة الثانية
أشار وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بالبحرين المهندس عصام بن عبدالله خلف، إلى أن الشارع يعد من أهم الشوارع الرئيسة في العاصمة، لما له من أثر على القطاعات السياحية والتجارية والاقتصادية التي تتمتع بها منطقة الجفير، مؤكدا أنه تم افتتاحه أمام الحركة المرورية ليمتد من تقاطع شارع الفاتح مع شارع الشيخ دعيج غربا حتى نادي النجمة شرقا، على أن يتم استكمال المرحلة الثانية من الشارع لاحقا، ليصل حتى جسر الشيخ خليفة بن سلمان الرابع بين المنامة والمحرق بجهة الحد.
وأوضح المهندس خلف أن المشروع يتمثل في إنشاء شارع مزدوج ذي 3 مسارات في كل اتجاه بطول إجمالي 4.5 كيلومترات، وتوفير مداخل متعددة لمنطقة الجفير الجديدة مع إنشاء مسارات للوقوف الاضطراري. كما اشتمل على فتح تقاطع على الجهة الشرقية من شارع الفاتح، وربطه بمنطقة الجفير. وبلغت تكلفة المرحلة الأولى من المشروع مليونين و57 ألف دينار بحريني.
مواقف سعود الفيصل
أشار الأمير خليفة إلى مواقف الأمير سعود الفيصل -يرحمه الله-، مؤكدا أن مواقفه مشهودة لا تعد ولا تحصى مع جميع الدول العربية دون استثناء، مضيفا أن للأمير سعود مواقف لا تنسى مع البحرين، وتاريخه مشرف وناصع البياض على مدى 40 عاما مثل خلالها جميع العرب، وتصدى بدبلوماسيته الفذة لكثير من قضايا الأمة العربية والإسلامية، وكان خير من يمثل الخليج والعرب في المحافل الدولية. وأضاف أن مناقب الأمير سعود الفيصل أكبر من أن تختصرها الكلمات، فقد كان -يرحمه الله- رجلا لا يخشى في الدفاع عن وطنه وأمته لومة لائم، وهو ما جعل منه نموذجا متميزا للعطاء الوطني، واستحق أن ينال محبة واحترام الجميع. وأكد الأمير خليفة أن شعب البحرين لن ينسى مواقف المغفور له بإذن الله تعالى الأمير سعود الفيصل، الداعمة والمساندة لمملكة البحرين، ودفاعه عن أمنها واستقرارها في كل المحافل الإقليمية والدولية.
أمير مكة: البحرين أهل الوفاء
المنامة: سليمان العنزي
عبر مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، عن شكره الجزيل، وامتنانه لمبادرة ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإطلاق اسم الأمير سعود الفيصل -يرحمه الله- على أحد شوارع العاصمة "المنامة"، مؤكدا أن الوفاء لا يستغرب من أهل الوفاء، معتبرا أن البحرين ملكا وحكومة وشعبا هم أهل الوفاء، وأنهم شرفونا جميعا بهذه اللفتة الكريمة.
وشدد الأمير خالد الفيصل في حديث ودي مع رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على أن الأمير سعود الفيصل حمل هموم الأمة العربية على عاتقه، وكانت له مواقف مشهودة وتاريخ حافل بالإنجاز والعطاء، مضيفا أن الأمير سعود ابن من أبناء البحرين وتكريم مملكة البحرين له هو تكريم لنا جميعا.
وأشاد الأمير خالد بعمق العلاقات التي تربط السعودية والبحرين، ووشائج الأخوة والمحبة التي تجمع أسرة آل سعود وأسرة آل خليفة، معتبرا أن السعوديين والبحرينيين ماضيهم واحد، ومصيرهم واحد، وكذلك مستقبلهم واحد.
ووصف الأمير خالد الفيصل النقلة الحضارية التي شهدتها البحرين بـ"الفريدة" التي يجب الاحتذاء بها، متمنيا أن تستمر عجلة التقدم والنجاحات. وأضاف "من كانوا يعيبون علينا في السابق هاهم اليوم يحسدونا على ما نحن فيه، وأقول لمن يحسدنا على التقدم والتطور والنجاحات المتلاحقة التي تشهدها بلادنا في الوقت الراهن، أتمنى أن تحسدونا أكثر في المستقبل، بتحقيقنا إنجازات غير مسبوقة".