في المقال السابق تحدثنا عن منافسة الروبوتات والعقل الاصطناعي للبشر في وظائفهم، ولكن هل يقف الموضوع عند هذا الحد؟ خاصة بعد وجود ما يسمى بـ"إنترنت الأشياء"، وهو باختصار مصطلح يشير إلى إمكان تفاعل التطبيقات والأجهزة الذكية مع بعضها بعضا دون تدخل الإنسان.

فمثلا، الثلاجة الذكية كانت تستشعر كمية البيض أو الحليب بداخلها، ثم تخبرك بأن البيض مثلا على وشك الانتهاء، ولكن بعد إنترنت الأشياء فالثلاجة تستطيع أن تطلب البيض مباشرة من السوبر ماركت باستخدام بطاقتك الائتمانية، ويتم توصيله إلى المنزل، وما عليك إلا أن تضعه في الثلاجة.

مثال آخر، سيارة جوجل الذكية التي تستطيع أن تمشي دون قائد، بعد مفهوم إنترنت الأشياء يمكنها أن تذهب إلى الصيانة أو إلى تغيير الزيت وحدها، وهذا أيضا يتطلب وجود مراكز صيانة إلكترونية، مما يعني أن العقل الاصطناعي قادر على منافسة البشر حتى في ورش الصيانة ومحلات غيار الزيوت.

وإذا كانت الشركات قادرة على تصنيع روبوتات تقوم بعمل المذيع والصحفي والمعلم والكاشير وموظف الاستقبال، كما ذكرت في المقال السابق، فهم بالتأكيد قادرون على صنع روبوت أمني مسلح يتفوق على الإنسان بالدقة والسرعة والتقنية، إضافة إلى أنه يعمل 24 ساعة دون تعب!، ويمكنه التعرف على الوجوه المطلوبة في أجزاء من الثانية، كما يمكنه أن يعرف بوقوع حادث سرقة لمحل مجوهرات، خلال جهاز الأمان الإلكتروني في المحل، والذي بلّغ عن الحادثة مباشرة، ويمكن إرسال هذا البلاغ إلى أقرب روبوت أمني في المنطقة مع تفاصيل الحادثة وصور الفيديو للتعرف على الفاعل.

كل هذا السيناريو المُتخيل حتى الآن، لم يشكل خطرا مباشرا على حياة الإنسان.

سنتابع حديثنا في المقال القادم عن المستقبل، وكيف يمكن أن يشكل العقل الاصطناعي خطرا حقيقيا على حياتنا؟!