انفتح صندوق باندورا، وخرج إلى حيز الوجود ما كان بالأمس مستورا. ديون الأندية التي كُشفت على الملأ بلا مواربة.
أندية كانت بالأمس تتباهى بعقودها العالية، وصفقاتها المدوية، ومع كل صفقة يظهر رئيس النادي أمام الكاميرات والفلاشات بجانب صفقته التي اختطفها قبل أن تتعدى عليها أيدي المنافسين.
عشنا كذبة الاحتراف الحديث، والاستثمار، والرؤساء الكاش، وفي نهاية المطاف اكتشفنا أنها كلها ديون متراكمة من سنين طويلة، والضحية هي القاعدة والبنى التحتية للأندية، والتي دمرها رؤساء أندية غير متخصصين في مجال رياضة كرة القدم.
رؤساء أندية يعملون للمدى القصير، في سبيل تحقيق أمجاد شخصية في مرحلة وجودهم على كرسي الرئاسة فقط، فكانت النتيجة أندية مديونة قابلة للانهيار بين ليلة وضحاها.
إعلان الديون والتشهير بالأندية المديونة، كان بمثابة محاولة لتعرية الأندية مهما كبر شأنها، في رسالة واضحة أن زمن الدلال قد ولى بلا عودة، وأن العقوبات قادمة لكل من يتأخر عن سداد التزاماته المالية.
يبدو أن هناك توجها جديدا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، يفرض على الأندية الاهتمام بالقاعدة لتقليص الهدر المالي غير المبرر، والذي سيؤدي بدوره إلى تحفيز حاسة الفكر المغيبة، والتخطيط المالي الممنهج الذي سيؤدي بالتأكيد إلى تقليص الخسائر مع تحسين جودة المخرجات التي ستخدم المنتخب الوطني في يوم ما.
نؤمن وبعد أن انكشفت الأوراق، أن أنديتنا كانت تدار بشكل عشوائي متخبط، يلام فيه رؤساء الأندية بالمشاركة مع الاتحاد السعودي الذي ترك الحبل على الغارب، والنهاية كانت استجداء القروض لحل الأزمات المالية.
منح القرض المقرون بعقوبات في حال عدم السداد، هو خطوة تأديبية للأندية، ولكن نخشى يوما أن تأتي فزعة من السماء تسدد هذه القروض في لمح البصر، وحينها سنقول: "كأنك يا بوزيد ما غزيت".