في أكتوبر الماضي قامت وزارة الثقافة الألمانية بتوظيف 19 لاجئا وتدريبهم ليكونوا مرشدين في متاحف برلين التي تحوي أقساما كاملة ومهمة من التراث العربي والإسلامي، لتوفير جولات سياحية في المتاحف بلغة الوطن الأم لزملائهم اللاجئين، بهدف مساعدة الأشخاص الذين وصلوا حديثا إلى تعزيز الروابط بين تراث ألمانيا الثقافي وبين تراثهم. المشروع أطلق عليه الاسم العربي "ملتقى".
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أمس: إنه عندما يرغب أصحاب العمل في ألمانيا في توظيف أحد اللاجئين، عليهم عادة أن يبرهنوا على أنهم لا يقومون بالتمييز ضد مرشحين يملكون نفس المؤهلات من ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي، وهذا يشكل عقبة أمام العديد من الشركات الألمانية. لكن متاحف برلين استطاعت الالتفاف حول تلك العقبة من خلال دفع أجور المرشدين من خلال نفقات منظمة "أصدقاء متحف الفنون الإسلامية" غير الربحية. ويحصل المرشد السياحي في المتاحف على 40 يورو في الساعة لقاء عمله. ويرى مدير متحف الفن الإسلامي في ألمانيا ستيفان ويبر، أن المتاحف تؤدي دورا خدميا واجتماعيا مهما من خلال تشغيل اللاجئين. "عندما يجلس الناس دون أن يكون لديهم أي شيء يفعلونه، فإنهم يمكن أن يسقطوا في حفرة لأنهم يشعرون بأنهم بلا قيمة. ولكن عندما تعطي الناس عملا مهما يفعلونه، فإنك تعطيهم أيضا مكانة معينة في مجتمعك".
يتم فتح المتاحف في برلين لهذا النوع من الجولات الأربعاء من كل أسبوع، ويعلن عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويبلغ عدد الزوار بين 20 و50 لاجئا أسبوعيا، الدخول مجانا.
أما اللاجئون فقد وجدوا تجربة المتاحف في برلين ممتعة ومفيدة. يقول علاء الدين حداد، وهو طالب هندسة معمارية من حلب عمره 29 سنة، إنه يزور المتحف كل أسبوع منذ وصوله إلى ألمانيا منذ ستة أشهر. "هذه حضارتي. رائع أن أرى تراثي هنا في قلب ألمانيا".
ويستغل كثير من اللاجئين الفرصة لزيارة المتاحف الأربعة، لكن المتحف التاريخي الألماني هو الأكثر شعبية وفيه 18 مرشدا "17 سوريا" وعراقي واحد. يقول مدير المتحف إن الأطفال الألمان لا يهتمون كثيرا بتاريخ الحربين العالميتين، "لكن السوريين يبدون اهتماما كبيرا، التاريخ الألماني يبين لهم أن الدمار لا يعني نهاية التاريخ، وأن حياة جديدة يمكن أن تأتي من بين الأنقاض".