انقسم عدد من مثقفي المملكة حول دور الأندية الأدبية، إذ يرى عدد منهم بأن الأندية لم يعد لها وجود بالمفهوم القديم الذي ولدت عليه قبل 40 عاما في ضوء المتغيرات التي حدثت من وجود قنوات فضائية متخصصة في الثقافة والأدب وكذلك مواقع التواصل التي خطفت المثقفين، وأنه جاء الوقت لإعادة الحياة من خلال تحويلها إلى مراكز ثقافية. في حين يرى آخرون بأنها لم تمت وأن تحويلها لمراكز ثقافية سيكون كارثة على الحركة الأدبية في المملكة وهي وأد لنجاح 4 عقود خلت.


 


تحويلها لمراكز ثقافية

الأندية الأدبية في المملكة لم يعد لها وجود بالمفهوم القديم الذي ولدت عليه قبل 40 عاما في ضوء المتغيرات والبدائل التي استحدثت من قنوات فضائية متخصصة في الثقافة وكذلك مواقع التواصل التي سحبت المثقفين من مظلتها ولم يعد لهم أي وجود كالسابق، ففي ظل تراجع أهمية الأندية وعزوف المثقفين عن حضور مناشطها أرى ضرورة تحويلها لمراكز ثقافية لأنه لم يعد لها مجال في عصر الانفتاح المعرفي.

وتابع أنا خارج الساحة ولا أريد أن أجرح الآخرين من الزملاء الذين تولد عندهم بأن التعديل الذي ظهر على اللائحة يلبي الاحتياج، ولا أريد أن أدخل في سجال مع المثقفين ولا أريد الخوض في مسألة يتأثر منها البعض.

سهيل قاضي

رئيس أدبي مكة السابق







نافست اتحادات الكتاب

الأندية قامت بدور كبير منذ إنشائها قبل 40 عاما ونافست اتحادات الكتاب في كل من مصر والشام والعراق والأردن وكان لها دور بارز في نشر الثقافة والتعريف بالمثقفين في كل منطقة إلا أن هذا البريق خفت لمعانه وتلاشى خلال الفترة الماضية، بسبب فوز أعضاء مجالس ليس لهم اهتمام بالشأن الثقافي حتى ماتت الأندية في بعض مناطق المملكة، لذا أرى ضرورة إعادة الحياة لتلك الأندية بفتحها على الثقافة، وأن تقوم مجالس إداراتها باحتضان مثقفي المنطقة ودعمهم وطباعة إنتاجهم ودعوتهم للمشاركة في فعالياتها والابتعاد عن الأحزاب والشللية.

مسعد العطوي

رئيس أدبي تبوك السابق


 


اللائحة عطلت عملها

إن اللائحة عطلت دور الأندية لإتاحتها دخول غير المثقفين والأدباء لمجالس إداراتها، وإن فتح المجال لكل من يحمل مؤهلا في اللغة العربية لدخول مجالس إدارتها، كما جاء في المادة 6 من اللائحة، أمر غير منطقي وهذا الذي أدى إلى فشل الأندية في الفترة الماضية بعد أن تحكم فيها غير أهلها، ولكي تعود الحياة مجددا للأندية يجب أن لا ينتمي لها إلا من هو مؤهل وبالتالي سنجد هناك عملا أدبيا حقيقيا وانتخابات حقيقية وأعضاء مجلس إدارة أكثر التصاقا بالأدب وسنلمس دورا أكثر فاعلية في المشهد الثقافي.

محمد الحمد

رئيس أدبي حائل السابق


 


مفهوم واسع

أميل إلى ضرورة تحويل الأندية إلى مراكز ثقافية إلا أني اختلف مع سهيل قاضي في أن الأندية لا يزال لها وجود ولم ينته دورها فمنذ 6 سنوات طالبت بتحويلها لمراكز ثقافية وقمت إبان رئاستي لأدبي جدة بإنشاء نواة لمركز ثقافي فجمعت النادي وجمعية الثقافة والفنون داخل سور واحد لأن مفهوم الثقافة واسع ويجب أن يصل بالكلمة والكتاب والمسرحية والفيلم والصورة.

عبدالمحسن القحطاني

رئيس أدبي جدة السابق


 


تحويلها لمراكز ثقافية كارثة

إن تحويل الأندية لمراكز ثقافية سيكون كارثة على الأدب والحركة الأدبية في المملكة. لأنها تأسست لغاية مستديمة وهي رعاية الأدب والأدباء مع الاهتمام بالشأن الثقافي العام، وهذا ما أكدت عليه لائحتها التي صدرت أخيرا على خلق بيئة أدبية تفاعلية منتجة وإبراز واقع الأدب وتاريخه في نطاق النادي خاصة وفي المملكة عامة بما يعزز الانتماء الوطني وتوثيق أواصر الصلات الأدبية بين الأدباء واستقطاب المواهب الأدبية الشابة ورعايتها وتشجيعها.

وأن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الأندية الأدبية ولا يمكن للمراكز تحقيقها لأن الشأن الأدبي سيضيع وربما ينطمر ويختفي تحت وطأة الهموم الثقافية المتعددة، وإذا كانت الأندية أدت دورها فهذا سبب قوي لاستمرارها في أداء دورها ولا يكون "وأد" الأندية مكافأة لنجاحها في أداء مهمتها على مدى أربعة عقود، فهي بيت الأدباء الوحيد فلا رابطة ولا جمعية تجمعهم وتهتم بأدبهم وفكرهم وهمومهم سواها.

أحمد الطامي

رئيس أدبي القصيم السابق