للوهلة الأولى، قد يبدو هذا الاقتراح مضحكا، وقد يطالب البعض بمعاقبة كاتب المقال؛ لأنه يدعو إلى الثبور وعظائم الأمور. لكن حاول أن تفكر قليلا قبل أن تُصدر حكمك. حاول أن تقرأ بهدوء.

في الولايات المتحدة الأميركية، أجاز عدد من الولايات استخدام حشيشة "الماريجوانا" لأغراض طبية، وبدأت ولايات أخرى بإصدار قوانين تجيز حيازة الحشيش وتعاطيه لغرض الترفيه.

لن أتحدث عن حكاية تعاطي المخدرات لأغراض الترفيه. "الحلال بيّن، والحرام بيّن"، ولا أظن أنها أمور متشابهة، بل واضحة كالشمس في "عز الظهر"!.

سأتحدث عن حبوب "الكبتاجون"، الأمفيتامين -المعروفة شعبيا بـ"أبو قوسين، أبو ملف، الأبيض- وأقترح إتاحتها لبعض المرضى والسماح لهم بتعاطي هذه الحبوب فترة معينة -فترة العلاج- تحت إشراف وزارة الصحة.

الحبوب الحالية التي تباع لدى المروجين هي التي قادت شبابنا إلى تهلكة واضحة المعالم.

ما لا يدركه كثيرون أن مصانع المخدرات تنتج -على سبيل القياس- 50 ألف حبة مخدرة نقية، ثم تقوم بخلطها بـ500 ألف حبة غير مخدرة من نفايات الأدوية الأخرى، وبعضها مدمر وقاتل، فيقوم المتعاطي باستهلاك عدد كبير من الحبوب بحثا عن تأثير "الكبتاجون"، فلا يجده، وهو ما يقوده إلى الموت خلال فترة وجيزة بسبب المواد المخلوطة، أو الجنون في أفضل الحالات. ما الغاية من إعادة اختراع العجلة. هذه الحبوب كانت موجودة وتباع علنا في الصيدليات حتى أواخر السبعينيات؟!

يقول الأخ الصديق "محمد الغامدي"، وهو أحد السعوديين الأفذاذ الذين خدموا بلادنا في الخارج طويلا: "لقد استغلت مصانع الحبوب تلك الحاجة، وأصبحت تنتج بطريقة الخلط، والحل هو أن نعيد تقنين بيع هذه الحبوب في المراكز العلاجية تحت إشراف طبي من أجل العلاج. نحن -أخي صالح- نواجه مشكله سلوكية، ولا يفترض التعامل معها كجريمة، يفترض حصر الحالات، ثم علاجها، وثق أننا بذلك سنقضي على استهدافنا من الخارج؛ لأنه لن يكون هناك مستهلك أساسا".

الخلاصة: ينبغي مواجهة مشاكلنا بأسلوب علمي شجاع، وأن نستفيد من بعض التجارب الغربية الناجحة. المعالجة الخطأ لن تنتج لنا سوى مزيد من المدمنين، ومزيد من ثراء تجار المخدرات وغسيل الأموال!

فكروا في هذا الاقتراح بهدوء، وبشكل علمي، وصحي، وأمني، بعيدا عن التشنج. وتطبيقه لن يتعارض مطلقا مع تجريم حيازة وترويج هذا النوع من الحبوب. بل لا بأس من مضاعفة العقوبة حينها.