تمهيدا لتوفير ملاذ آمن لحلفائه الحوثيين، وإيوائهم بالضاحية الجنوبية، تسبب حزب الله في استصدار قرار بإعفاء اليمنيين من التأشيرة المسبقة لدخول لبنان، وهو ما أكده القائم بالأعمال اليمني في بيروت.

إلى ذلك، كشف حقوقي جزائري تلقيه تهديدات بالقتل من عناصر الحزب، بسبب كشفه جرائمهم.

 


 







 


أثار قرار السلطات اللبنانية بالسماح لليمنيين بدخول أراضيها دون الحاجة لتأشيرة دخول مسبقة، كما كان معمول به في السابق، الكثير من الشكوك حول الجهة التي تقف خلفه، ودوافع إصداره في هذا الوقت بالذات. خصوصا بعد ما تردد عن احتضان حزب الله عائلات العديد من القيادات الحوثية، واستعداده لاستقبال عائلات أخرى قبيل بدء معركة استعادة العاصمة صنعاء بواسطة قوات التحالف العربي وعناصر الجيش الوطني، بدعم وإسناد من مقاتلي المقاومة الشعبية. وكان القائم بأعمال السفارة اليمنية في بيروت، الدكتور علي الديلمي، قد أكد صحة صدور القرار اللبناني وقام بتعميمه في بيان رسمي.

وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن حزب الله يقف وراء إصدار القرار لا سيما في ظل سيطرته على مقاليد الأمور، وأن عددا من قيادات الجماعة الانقلابية كانوا قد بادروا في وقت سابق بإرسال عائلاتهم إلى بيروت، في ظل تزايد المؤشرات التي تؤكد قرب استعادة صنعاء بواسطة الشرعية.


مسؤولية الحزب


أضاف المركز أن الحوثيين وحزب الله تجمعهما علاقة وطيدة وقديمة، وهما وجهان متشابهان لعملة واحدة، وإن اختلفت جغرافيا وجودهما على الأرض، فهما اللذان ينفذان أجندة إيران في المنطقة.

وقال المركز "من المعلوم أن كل قرار يصدر في لبنان لا بد أن يكون متماشيا مع مصالح حزب الله، لذلك بادر الحزب المذهبي إلى إيجاد وجهة آمنة لنظرائه الحوثيين، لا سيما بعد اتضاح أن إنهاء التمرد في اليمن وعودة الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، هي مسألة وقت ليس إلا". وأبدى المركز شكوكا في كون لبنان وجهة مناسبة لميليشيات الانقلاب بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة ووجود جماعات مسلحة مناوئة للتوجه الإيراني في غالبية المناطق الحدودية، ما يشكل خطرا على بقاء الحوثيين. إلا إذا تمسكوا بالبقاء في حدود الضاحية الجنوبية التي تعد المعقل الرئيس لحزب الله.

اعترافات قيادية

أكد المركز الإعلامي أن علاقة حزب الله بميليشيات التمرد الحوثي قديمة ومعروفة منذ وقت بعيد، وتزايدت هذه العلاقات عقب اجتياح الميليشيات الانقلابية للعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، حيث بادر الحزب المذهبي إلى إرسال عدد من عناصره إلى اليمن لتدريب المتمردين وتعليمهم أساليب تفخيخ السيارات وتفجيرها، وقال "حتى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اعترف بوجود عدد من كوادر حزبه في اليمن، وإن كان قد زعم أنهم أتوا لأغراض غير قتالية، مثل تدريب الحوثيين على أصول الحكم".

وأضاف المركز أن عددا من قادة المقاومة الشعبية أكدوا وقوع عناصر إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله في الأسر، خلال المواجهات التي شهدتها محافظات تعز وعدن وغيرها، كما قتل عدد منهم خلال معركة استعادة قاعدة العند العسكرية بواسطة مقاتلي الجيش الوطني.