كشف ممثل اليونيسيف المقيم في اليمن، جوليان هانس، عن صدمته من حجم الدمار الذي أحدثته ميليشيات التمرد الحوثي، وفلول المخلوع علي عبدالله صالح في مدينة تعز، محذرا من أن المدينة على شفا أزمة إنسانية حادة، كما دان التزايد في أعداد الأطفال الذين تجندهم الميليشيات المسلحة واستخدامهم في عملياتها. وقال في بيان "إن هناك نحو 1.3 مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المعوية، إضافة إلى 1.8 مليون آخرين عرضة لمرض الحصبة، و320 ألفا لسوء التغذية الحاد هذا العام. وكذلك تعرض أكثر من 10 آلاف طفل دون الخامسة للموت نتيجة إصابتهم بأمراض مختلفة". وثمن هانس دور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مشيرا إلى أهمية دور المملكة في إنقاذ حياة أطفال اليمن الذين باتوا مجبرين على حمل السلاح والقتال من أجل قضية لا تعنيهم من قريب أو بعيد. وأضاف أن زيارته الأخيرة للرياض هدفت إلى إلقاء الضوء على الوضع الإنساني المتردي في اليمن، بما في ذلك بعض مناطق مدينة تعز، ووضعهم في صورة ما تقوم به المنظمة من جهود لدعم النازحين بمختلف مناطق البلاد، في مجالات الصحة والتغذية والمياه والإصحاح البيئي والتعليم وحماية الطفل، وأيضا من خلال التحويلات النقدية والمساعدات الإنسانية.


حياد ومهنية

ونفى ممثل اليونيسيف أن تكون منظمته قد انسحبت من بعض مناطق اليمن، أو أنها تقيم وزنا لمكون سياسي أو عسكري دون غيره، وقال "اليونيسيف تعمل في كل محافظات اليمن البالغ عددها 22 محافظة، وفي المناطق التي لا يوجد لدينا فيها موظفون، يتم تنفيذ مشاريع عبر شركاء منفذين. ورغم أننا نعمل في بيئة صعبة للغاية وغير آمنة مطلقا، إلا أننا لم نغلق مكتبنا في عدن ولو ليوم واحد، وأظهر موظفونا أقصى درجات الالتزام ومواصلة العمل من أجل الأطفال، قدر ما يستطيعون، بما في ذلك العمل من منازلهم أو أي مناطق آمنة أخرى".


ظروف غير إنسانية

وقال إنه زار أخيرا مدينة إب، حيث مئات الآلاف من الأسر النازحة تعيش في ظروف صعبة للغاية، وتابع "في إحدى المدارس التي تؤوي تقريبا ضعف ما يمكن استيعابه لمخيم نازحين، رأيت نحو 40 شخصا يقبعون في أحد الفصول الدراسية ويعيشون في بيئة غير صحية على الإطلاق. منذ أكثر من ستة أشهر وهم على هذه الحال، الأطفال يتبولون على أرضية المكان الذي يستخدم كذلك للطبخ، فيما الغالبية العظمى من النازحين أضاعوا فرصة الالتحاق بالعام الدراسي، وبعضهم تعرض للإصابة أثناء سقوط القنابل أو تطاير الشظايا. كانت الزيارة مؤثرة للغاية، وبدا أن كل ما نقوم به لمساعدة هؤلاء المتضررين في تلك المناطق لا يمثل إلا النزر القليل".