جدد رئيس المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران، وعضو لجنة تقصي الحقائق في الملف السوري، الحقوقي الجزائري، أنور مالك، تأكيداته بأنه انسحب من فريق المراقبين العرب إلى سورية عام 2012، لأنه وجد نفسه تحت سلطة النظام، وأنه سيتحول إلى شبيح يوما ما ببقائه في بعثة المراقبين، لافتا إلى أنه عكف بعد الاستقالة على كشف ممارسات إيران والتنظيمات التابعة لها في المنطقة، وجرائمها ضد الشعوب العربية.

وقال مالك في اتصال هاتفي مع "الوطن"، من مقر إقامته بباريس، إن هذه المسيرة عرضته لتهديدات متعددة من قبل إيران وحزب الله، محملا بشكل مباشر خامنئي وروحاني، مسؤولية سلامته الشخصية أو أي مكروه قد يتعرض له.

وأضاف أن التهديدات كانت تصله من خلال عدة وسائل، وتتضمن رسائل بريدية إلكترونية ورسائل عبر تطبيق "واتساب"، إلا أنه لم يعرها اهتماما في البداية، لعلمه أن الجهة التي تريد التخلص منه لن تخبره باسمها أو تبعيتها، مبينا أن التهديدات بدأت تأخذ طابع الجدية، بعد أن نشر أحد الحسابات المنشقة عن حزب الله تحذيرات مباشرة لشخصه عن استهداف الحزب له، إضافة إلى ما تضمنه خطاب نصر الله قبل الأخير، من تلميحات عن الحقوقي الجزائري، مما يمثل في أبجديات حزب الله إيعازا مباشرا وتعليمات بتصفيته والتخلص منه.

وحول أسباب تلك التهديدات، قال مالك إنه منذ تأسيس المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران، كان يتوقع مثل هذه التهديدات التي تهدف إلى إرهابه وتخويفه، مشيرا إلى أن تلميحات نصر الله، إضافة إلى انفعاله الشديد بعد فضح مزاعمه باستشهاد ابنه، وكشف الحقائق عن مقتله في ملهى ليلي خلافا لما تروج له آلة الحزب الإعلامية، كل ذلك زاد من حنق نصر الله عليه، وتخبطه الذي بدا واضحا في استهدافه لوسائل الإعلام السعودية، رغم أنها لم تثر موضوع ابن نصر الله القتيل أو تلمح إليه.

وأوضح مالك أنه قام بإبلاغ السلطات الفرنسية بطبيعة التهديدات، وأنه يتخذ حاليا كافة التدابير اللازمة لحمايته، مؤكدا أنه لا يخشى الموت، ولكنه سيستمر في محاربة السياسة الإيرانية ونصرة المظلوم، وكشف ألاعيب الملالي وذيولهم في المنطقة.

وكان مالك قد نشر أمس على حسابه في "تويتر" نص رسالة تهديد وصلت إلى بريده الإلكتروني، حملت معلومات صحيحة عن سيارته ورقم تسجيلها، مما أثار تعاطف العديد من المغردين مع قضيته وإعلان تأييدهم له.