أولا، فأنا المواطن البسيط، علي سعد الموسى، وهنا أبعث رسالة عزاء ومواساة للأخ الغالي سهاج البقمي والد (نمر)، الذي قضى فيما أفضى إليه، ونسأل الله له ولكل مسلم الغفران والرحمة. ثانيا: هذه رسالة شكر لموقفك الأبوي الشجاع وأنت تبادر بالظهور على كل شاشة تلفزيونية جاءت إليك مكلوما حزينا ثم تقف متماسكا صامدا، ورغم الجرح العميق تدين هذا الفعل، ونحن كلنا معك في سؤالك الحزين: من الذي اختطف ولدي طفلا في سن الثالثة عشرة؟ ولكي يكون القارئ الكريم في قلب الصورة: سهاج البقمي، هو رجل الأعمال ووالد (نمر) الذي كان اسما ذائع الصيت في ثنايا الحادث الإرهابي لمجمع سكني بالمنطقة الشرقية. سهاج البقمي هو المواطن السعودي الأصيل الذي عاش محنة اختبار مؤلمة حين اختطفت كتائب الإرهاب والضلال عقل فلذة كبده لتحوله إلى قنبلة، فماذا فعل من بعد؟ أصدر ديوانه الشعري ثم وضع اسم ولده (نمر) عنوانا ثانيا للديوان ما بين قوسين. ظهر أمام الجميع في عدة قنوات ليعلن حبه الأبوي الفطري لابنه، وهذا حقه المشروع، لكنه يرتب الأولويات: ولده يأتي رابعا بعد الدين والوطن والقيادة. أعلن سهاج البقمي رضاه التام عن الإجراءات القضائية واطمئنانه إلى حكم الشرع وقبل هذا على المعاملة الإنسانية الراقية لولده طوال 12 سنة من السجن. يبقى لدى سهاج البقمي (والد نمر) سؤاله الأهم، وهو السؤال الذي كتب آلاف المرات من قبل: من الذي ما زال حرا طليقا يبث أفكاره إلى هؤلاء الأطفال والمراهقين ثم يدفع بهم إلى مهالك الضلال والموت؟
أختم مقالي بهذه الصورة التقابلية المدهشة إلى إخوتنا الكرام في المذهب الشيعي: نحن لدينا (نمر البقمي) فيما لديكم (نمر النمر)، وكلا (النمرين) وردا في رقمين متتاليين بحسب الأبجدية في البيان الشهير لوزارة الداخلية. لماذا تظنون، أيها الإخوة الكرام، أننا ما زلنا في العصور الوسطى، فلم نشاهد عشرات الصور لـ(نمر النمر) مع مطلوبي القوائم الأمنية، ولم نستمع لخطبه النارية التي تدعو علانية، وبلسانه، إلى التكفير والتحريض الصريح على الإرهاب والقتل؟ لماذا أيها الإخوة الكرام، من سدنة الخطاب الشيعي، وكم أعدت هذا السؤال: لماذا لا تستمعون لرواية (سهاج البقمي) ولموقفه الوطني الشجاع، وهو المكلوم الحزين مع الفارق الكبير، أن ابنه (نمر) ضحية محاضرات وخطب، بينما (نمر النمر) وبالبراهين هو لسان المحاضرات والخطب؟
الرسالة الواضحة أن هذا المجتمع أو هذا الوطن لن يضيع في مساحة التفرقة ما بين (نمرين) أو (ثعلبين)... انتهت المساحة.