ما زلت لا أفهم، أي حياة يعيشها هذا الموظف الذي يرفض التمتع بإجازاته الممنوحة له نظاما!
هذا الأسبوع هو إجازة المدارس في السعودية، وكثير من الأسر "محبوسة" في منازلها تعيش مرغمة ذات الحياة الرتيبة، فقط لأن الأب يرفض أن ينقص رصيده من الإجازات!
غني عن القول إن الدولة تكافئ الموظف عند تقاعده، على إجازته التي لم يتمتع بها، بحد أقصى 6 أشهر.. وما زاد على هذه الأشهر الـ6 لا يدخل ضمن الحساب.. هناك موظفون رصيدهم يفوق هذه الحصيلة، والذي يدفع الثمن هم أسرة هذا الموظف!
ما زال يستفزني ذلك الخبر الذي يقول: تكريم موظف أمضى بضع سنوات دون أن يأخذ إجازة يوما واحدا! هذا الموظف لا يجب تكريمه.. بل تجب معاقبته.. ولفت نظره والحسم عليه.. وإحالته إلى طبيب نفسي ليقوم بالكشف عليه!
3 يشتركون في إجازة الموظف:
الشريك الأول الموظف نفسه.. يفترض بالإنسان أن يكسر الملل والرتابة -"إن لبدنك عليك حقا"- حتى يتجدد نشاطه ويجد فرصة للانعتاق من الروتين اليومي القاتل، والإمام الشافعي يقول: "إني رأيت وقوف الماء يفسده"!
الشريك الثاني أسرته.. الأسرة اليوم وفي هذا الزمن بالذات بحاجة للسفر، حتى لو كان لمدة يوم للمدينة المجاورة!
الشريك الثالث: عملاء ومراجعو المؤسسة التي يعمل بها هذا الموظف.. كثير من المعاملات المتعطلة والإجراءات تمت بسلاسة؛ فقط لأن الموظف صاحب القرار غاب عن الكرسي بضعة أيام! يفترض في الختام، وهذا اقتراح سبق أن طالبت به، أن تتصدى وزارة الخدمة المدنية بالتنسيق مع أجهزة الدولة الأخرى لهؤلاء الموظفين الذي يكبسون على أنفاسنا في مكاتبهم ويرفضون التمتع بالإجازات النظامية!
الإجازة حق نظامي لكل موظف في العالم، ولم يتم وضعها عبثا في الأنظمة، حتى الرؤساء والملوك لهم إجازاتهم..
يفترض أن يتم تعديل نظام الإجازات، بحيث يلزم كل موظف في الدولة أن يتمتع بإجازته بقوة النظام.. حتى لو قضاها على الرصيف!
أنقذوا هؤلاء الموظفين من أنفسهم، هؤلاء بحاجة إلى من يساعدهم، ويشرح لهم، ويُفهمهم أن قيمة اللحظات السعيدة للإجازات حينما تُقضى مع الأسرة، حتمًا ستكون أضعاف قيمتها المادية مُنفردا وحيدا بعد التقاعد..
نعم، عمر الإنسان يقاس ويحسب بأيام السعادة التي عاشها.. والأيام تذهب ولا تعود..