فيما تسعى وزارة التعليم إلى منح معلمي الصفوف الأولية حوافز لتشجيع المميزين منهم لتدريس تلك الصفوف، التي تعد مرحلة تأسيسية لطلاب التعليم العام، منها إجازة نهاية الفصل الدراسي قبل كافة المعلمين لمن تنطبق عليهم شروط تلك الحوافز، إلا أن واقع الميدان التعليمي يشهد عزوفا ملحوظا عن تدريس الصفوف الأولية، على الرغم من تلك الحوافز التشجيعية، الأمر الذي دفع قيادات المدارس إلى تكليف معلمين أقل تميزا وقدرة بتلك المهمة.
خلل بطرق التدريس
كشفت دراسة ميدانية حديثة أن هناك 5 مشكلات تعوق معلم الصف الأول الابتدائي، مشيرة إلى وجود خلل في بعض طرق تدريس الصف الأول الابتدائي، تتمثل في ضعف استخدام الوسائل التعليمية المساعدة، إضافة إلى عدم تنويع طرق التدريس، التي تضمن مراعاة الفروق الفردية لكافة الطلاب بالفصل الدراسي.
وفيما يتعلق بعلم النفس التربوي، كشفت الدراسة التي أجراها مكتب تعليم شرق الرياض، واستهدفت عينة من مجتمع الدراسة تجاوزت 100 معلم، يدرسون الصفوف الأولية بمدينة الرياض، أهمية تجويد ورفع مستوى طلاب الصف الأول الابتدائي، بما يواكب أفضل الأساليب المتبعة عالميا لتدريس هذه المرحلة. كما اعتبرت الدراسة أن كثرة الطلاب داخل الفصل الدراسي أحد أهم التحديات التي تواجه معلم الصف، إضافة إلى مساواتهم بغيرهم من المعلمين في عدد الساعات التي يقومون بتدريسها، وعدم مراعاة خصوصية المرحلة التي تحتاج جهدا مضاعفا عن مختلف الصفوف الأخرى.
مهارات التعليم
أكد مدير تعليم منطقة الرياض محمد المرشد أثناء رعايته ملتقى الصفوف الأولية الأول في مكتب تعليم شرق الرياض، ضرورة التركيز على مهارات تعليم أهم المراحل الدراسية، ما يحقق نموا مهنيا ومعرفيا نطمح إليه، متمنيا تزويد إدارة تعليم الرياض بالتوصيات، وما خرج به الملتقى لاعتمادها وتعميمها على مدارس الرياض. وأشار مدير مكتب تعليم شرق الرياض الدكتور عبدالله الظافري، إلى أن الملتقى جاء بعد دراسة مستوفية على أكثر من 100 معلم، وتبين بعد تحليلها وجود خلل في بعض طرق التدريس لهذه المرحلة، وكذا فيما يتعلق بعلم النفس التربوي، ما كشف لنا أهمية تجويد ورفع مستوى طلاب الصف الأول الابتدائي، بما يواكب أفضل الأساليب المتبعة عالميا لتدريس هذه المرحلة من خلال إقامة هذا الملتقى.
سلبية الأسر
شدد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور نزار الصالح، في محاضرة قدمها لمعلمي الصفوف الأولية الحاضرين بالملتقى، على أهمية دور معلم الصف الأول في التغيير، والتحفيز، معتمدا على دوره كأب ومرب في آن واحد. وانتقد تعامل بعض الأسر مع أطفالها بقوله "يدخلون الصف الأول بنتاج 6 سنوات من النظام الخاطئ، في النوم والغذاء والسلوك، ما يجعل مهمة المعلم تحتاج إلى جهد أكبر". وتفاعل اكثير من المعلمين والمهتمين من مختلف مكاتب تعليم شرق الرياض مع المحاضرات، وورش العمل والتجارب المطروحة، مما كان له أكبر الأثر في تحفيزهم على العطاء والإبداع.