أرى بعض القراء هنا؛ ولذلك أكرر ممنوع مرور الرجال؛ فالمقال خاص جدا بصديقاتي القارئات..

نعم "كوني أنثى" و"احتفي بمظاهرها وتفاصيلها داخلك مع نفسك أولا قبل الآخرين" ولماذا لا ؟! ما المانع من ذلك ؟! هذا ما أقوله لصديقاتي وللقارئات حتى اللاتي لا يتفقن مع أفكاري أو يقرأنني على مضض؛ فالأنوثة ليست "عيبا" اجتماعيا، وليست من المحظورات الدينية؛ إنها نعمة من نعم الله تعالى على المرأة؛ ميزها بها خالقها لتكون مكملة بها لشريك حياتها الرجل؛ ولكن "ذكورية المجتمعات البشرية" صنعت من "أنوثة المرأة" مجرد متعة مادية عززت فيها قلة الحيلة والضعف!!وجردتها من القيم المعنوية الرفيعة أو بالأصح شوهتها تماما، ولم تر منها سوى القشرة الجسدية؛ وللأسف هذا ما ورثه التفكير العربي واستمر عليه حتى بعد الإسلام وإلى يومنا؛ رغم ما وهبه الإسلام لـ"الأنثى" من معان وقيم نبيلة تؤكد مشاركتها في تعمير الأرض وتوليد الحياة مع شريكها الذكر؛ وهو ما يشهد عليه النص القرآني؛ تعزيزا لمكانتها الروحانية. والمشكلة الحقيقية التي نعيشها؛ هي استمرار إنتاج تشويه "قيم الأنوثة" في ذات المرأة خلال تربيتها جيلا بعد جيل؛ فهي لا تعرف من معانيها سوى ما تمّ تصديره لعقلها الباطن من كونها جسدا وفتنة وضعيفة!! هذا التشويه لـ"لأنوثة" في ذات المرأة ونفسيتها عزز فيها أن تخجل من كونها أنثى!! أن تلوم نفسها وضميرها على أنها أنثى ضعيفة!! وأن تدرك "الأنوثة" كعيب يخلو منه الذكر ففُضل عنها واكتملت خلقته كما يرى بعض الفقهاء!! ووفقا لهذا؛ عليها أن تدفع ثمنا لخطيئة لم تقترفها؛ لكنها مخبأة بين ملابسها؛ فهي محل اتهام دوما كونها "عيبا" وسببا "لغواية" هذا الرجل؛ وإن كانت في يدها اليمنى مسبحة!! ويزداد تشوه هذه "القيم الأنثوية" خلال تنشئة "البنت " فتزداد علاقتها مع ذاتها تأزما كلما نضجت رغباتها وكبرت معها تفاصيلها لتصطدم بأن كل ما فيها "عورة" وأشبه ما تكون عليه بـ"خطيئة متحركة" لا امرأة!! وخلال ذلك نتجاهل تماما تعزيز قيمة الجمال والفخر لديها بأن تفاصيلها تلك التي تنمو معها دليل عظمة خلقة الله فيها كإنسان؛ نتجاهل أن نعزز داخلها الزهو بقداسة تلك التفاصيل الجسدية بأن تحبها لا أن تكرهها وتخجل منها؛ وطبعا على عكسها "الولد" تماما؛ يُعزز فيه خلال تنشئته فخره النفسي من كونه "ذكرا"، فسينبت له شارب ولحية وستصبح له عضلات الرجولة؛ وهكذا ينضج ويكبر ليمشي واثقا مزهوا بإبراز جسده قبل عقله وأخلاقه؛ فيما عليها "هي " أن تمشي منكسرة وتداري نفسها جيدا!! عليها أن تعكف ظهرها إلى الأمام كي تخبئ تفاصيلها؛ ملتحفة بكل السواد داخلها قبل أن تلتحف به أمام الآخرين!! فهي غواية وعورة حتى لنفسها ولمثيلاتها من النساء!! وقد يقول القائل إن تفعل ذلك فهو من "الحياء" وأقول ليس لذلك علاقة بالحياء؛ بل بالضعف وعدم الثقة؛ وفرق كبير بين أنثى واثقة من ذاتها، والحياء دليل ثقتها؛ وأخرى تستحي من ذاتها والحياء دليل ضعفها، وحتى لا يذهب كلامي بعيدا؛ فإني لا أتحدث هنا عن قيمة قشرة الأنوثة الجسدية، إنما عن جوهرها في قيمة الإحساس النفسي بـ"الأنوثة" عند المرأة؛ ولذلك أهمس لهن اليوم "كوني أنثى" بكل ثقة.