عندما قطعت العلاقات بين المملكة وإيران، حاولت كراصد إعلامي أن أتتبع المواقف المحلية والدولية وبينهما الخليجية، وألمس ذلك الإجماع الدولي لفعلة شنيعة قامت بها جماعات الملالي في طهران، والذين قدموا عذرا أقبح من ذنب، وتناقضت تصاريحهم ما بين النظام ومصلحة تشخيص النظام والباسيج والشعب الذي تنطلي عليه تلك الأساطير التي امتدت قرابة 4 عقود، منذ مجيء الثورة على يد الآيات والملالي، والذين تتلمذوا ما بين فرنسا وألمانيا حتى حملوا عقلية المخابرات الغربية، واستعانوا بالحرس الثوري وبقايا المخابرات التي عاشت في طهران إبان حكم الشاه، حتى جاءت فضيحة الشريط وأكذوبة الغرب على الملالي، وتنصيب الآيات حتى بدت منظومة جديدة من الإرهاب لم يعرفها الشرق الأوسط من قبل، لكنها من الأمور التي دبرت بليل حتى أصبحت بلاد فارس مصدر إزعاج لجيرانها، وقامت بتدبير الاغتيالات وفتح السجون وتعذيب الشعب الأحوازي والسنة في إيران إلى حدود أذربيجان، واليوم يتغير السيناريو ودون غطاء مخملي من سجاد شيراز، وقاموا بإعداد حرب جديدة على المسلمين السنة في العراق والشام واليمن، وفتحت لها المدارس في قم، وبعثت المساعدات لرفع صوت الفارسية البغيضة على يد حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، وأذرع طهران في العراق، ومحاولة الدخول إلى بعض الدول في إفريقيا والقائمة تطول.

انكشف الغطاء عنها اليوم بآخر ألاعيبهم وهو تضليل الرأي العام الإيراني، أن بوقا تابعا لهم قد نفذ فيه حكم الله، وطبقت المملكة عليه وعلى غيره من الفئة الضالة تنفيذ الأحكام الشرعية، بعد محاكمتهم في القضاء الشرعي، في محاكمات بعيدة عن المذهبية والطائفية، ومع هذا رأينا الشغب والاعتداء على سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران والقنصلية في مشهد، والقيام بتأليب الرعاع من أبناء إيران، ولكن الحق أبلج، فرأينا الموقف المشرف والمتماسك على أعلى مستوى في العالم، تحت مظلة الأمم المتحدة وإجماعها، على أن ما قامت به إيران عمل شنيع لا تقبل به الاتفاقيات الدولية والمواثيق والعهود التي وقعت عليها الدول في العالم للحفاظ على الأنفس والممتلكات والبعثات الدبلوماسية أيا كان مقرها، ولكن العبث الفارسي الغادر لم يراع إلا ولا ذمة، ولا يعترف بالعهود وهو شأن هذا النظام المتهالك، فماذا تريد إيران بعد هذا كله؟

لقد طرح العالم هذا السؤال، ونحن في الخليج لدينا الإجابة واضحة جلية: إيران تريد الهيمنة ورفع الصوت مهما كان الثمن، ولكننا من أبطل مشاريعهم وأفكارهم الهدامة في تضليل الشعوب التي ارتمت في أحضان قم ومشهد وطهران، ورأينا الإجماع العربي والإسلامي وبعض المنظمات المعتدلة مع موقف المملكة، الرافض لهذا التصرف الجبان، ورأينا التأييد الكامل لمواقفنا سواء من المنظمات الخليجية ودول المنطقة أو من الشعوب المحبة للسلام في العالم.

إنني وأنا أتابع الإعلام الإيراني على مدى ثلاث ليال، قمت بتسجيل تلك المواقف النشاز من بعض أولياء الخميني وخامنئي والحرس الثوري، حتى إنك لتسمع الكذب والدجل دون حياء من مشاهد أو مستمع يتابع الإعلام الإيراني الحاقد على بلاد الحرمين أرض المملكة العربية السعودية.

إن الإعلام الصادق هو من ينقل الحقيقة دون تزييف، فكيف وأنا أستمع إلى أحدهم عبر إذاعات طهران وهي تقدم الدجل، وتصور تنفيذ الأحكام الشرعية بأنه جناية؟! فأين إيران من الدين الإسلامي وهي تدعي نصرته؟!

مرة أخرى: ماذا تريد إيران بعد سقوط الأقنعة الكاذبة؟ إنها بلا شك تريد تفريق الأمة، وقتل السنة، وزرع الفتنة الطائفية بين الشعوب العربية، وتضليل المسلمين، وهذا شأنها منذ قيام الثورة عام 1979 وحتى اليوم، وانفضاح أكذوبة الجمهورية الإسلامية وبكل أسف أمام العالم كله، فهي بلد الدماء والتعذيب والسجون المظلمة، ولكم أنتم أن تتابعوا معي إعلام إيران هذه الأيام، لتروا وتسمعوا بأنفسكم كمية الدجل والتضليل والتحريض ضد شعوب المنطقة، والسعودية تحديدا.

حرس الله هذه المملكة، ووفق قيادتها لخدمة الإسلام والمسلمين في ربوع العالم كله.