تتألم حينما ترى أوضاعاً لا تتوافق ومكانة هذا المستشفى الكبير.. إذ ليس من المقبول أبداً أن يراجع المريض عيادة الأعصاب في مركز الكلى فلا يجد سريراً يفحصونه عليه، بل يأخذه الطبيب إلى خارج عيادته للبحث عن أية عيادة أخرى بها سرير، أو يبحث عن سرير ليضعه في الممر، ثم يقوم ـ مضطراً ـ بفحص المريض أمام المرضى المنتظرين أدوارهم، وغيرهم من المراجعين والعمال والموظفين.

هذه العيادة تعاني هذا الوضع منذ ما يقارب 4 سنوات؛ فهي ضيقة لدرجة أنها لا تستوعب الطبيب والممرض والمريض ومرافقه وطبيبين آخرين إلى جانب الاستشاري.. لكن ماذا لو تساءل أحدٌ فقال: أين يضعون ملفات المرضى طالما أنها لا تتسع لهم؟، لجاء الجواب: يضعونها على حوض المغسلة.

هذا الحال وقف عليه مدير العيادات ولم يحرك ساكنا، لكننا نعذره لأن 25 سنة من العمل مديرا للعيادات كفيلة بأن تجعله غير قادر على ملاحظة الأشياء لتعوده عليها.. كما وقف عليه المدير الطبي، لكن نود أن نسأله: ماذا فعل، أو هل يستطيع أن يفعل شيئاً؟.. والسؤال الأخير: هل مدير المستشفى اطلع على الوضع، أم لا يعلم عنه شيئاً؟

وثمة ملاحظة أخرى قد تبدو غير مهمة، لكنها تعطي انطباعاً غير جيد لدى المرضى؛ فالمكتب الخاص بالخدمة النفسية، لا يوجد به كرسي للمريض النفسي يجلس عليه عند إجراء المقابلة الإكلينيكية أو تطبيق الاختبارات النفسية؛ فيضطر للجلوس على طاولة الشاي المتوفرة في المكتب؛ الأمر الذي يُشعره بأن المسؤولين لا يهتمون به كما كان يتوقع.

هذه بعض الملاحظات البسيطة؛ وندع الأكثر أهمية عسى أن يتم إصلاحها فلا نكون بحاجة إلى الكتابة عنها لحث المسؤولين للالتفات إليها.

إن عناية أي مستشفى بمرضاه تنعكس إيجاباً على سمعته؛ فهل سيجد المرضى العناية اللازمة بهم لتنعكس على سمعة هذا المستشفى؟!.. أرجو ذلك.

قلت:

الخطأ ليس في الخطأ نفسه، إنما في ألا نصحح الخطأ.