سالم الثقفي


تحدث رئيس المجلس البلدي للمدينة المنورة قائلا: إنني لا أعلم ما أجندتنا المستقبلية، ولا أعلم ماذا سنناقش في اجتماعنا القادم، ولكن مقاعدنا مجهزة وطاولة الاجتماع مزركشة وكذب من قال إنها منعكشة.

عندما يصرح رئيس المجلس البلدي للمدينة المنورة بأنه لا يعلم أجندة المجلس المستقبلية، وماذا سيناقش في الاجتماع القادم، ويصرح بجهله بالخطة القادمة للمجلس، ماذا يتوقع منا رئيس المجلس؟ أو بماذا يظن أننا سنرد كأهالي المدينة المنورة؟.

العجب العجاب، أن أحد أعضاء هذا المجلس أرسل في كل صوب رسالة يقول لنا خلالها، زودوا المجلس بملاحظاتكم عن المدينة المنورة، وماذا تريدون منا كمجلس بلدي أن نتناوله في قاعتنا الموقرة، لنناقشه مع الأمانة؟.

الفكرة رائعة ورائدة ومستحدثة، جعلتنا نفرح عندما استقبلناها، لأن هذا المجلس يرغب في تحسس ما لدينا، ليضعه "ضمن" جدول أعماله، إذن فهو منتخب لخدمتنا، ولذلك فهو يفكر بنا منذ البداية، ورائع إذا كنا من "الضمن" في مشروعه. لكننا، وبناء على تصريح رئيس المجلس، أحسسنا أنه يستعين بنا "كصديق" للبحث عن أمور يضعها "ضمن" صفحات اجتماعه البيضاء، أو لعله تهربا من مسؤولية المطالبة يضعنا في مواجهة الأمانة التي إن غضبت من المطالبات، أسندها المجلس إلى المواطنين.

لا أتعمد السخـرية في الحديث عن تصريح رئيس المجلس البلدي، ولكننا شعرنا بالألم من التصريح الأول له، وكنا نتمنى منه أن يعكف ومجلسه على دراسة ملفات المجلس السابق، وينظر في الأفكار التي كانت مطروحة، ويفرز ما تم تطبيقه وتنفيذه ويستبعده، ويدرس الآراء الأخرى التي لم تنفذ، ويعمل على وضعها ضمن دراسة جديدة، ويبحث هو وأعضاء مجلسه من واقع الحياة في المدينة المنورة عن أفكار جديدة أو مستحدثة أو مشروعات ناقصة، لتكون ضمن أعمالهم المستقبلية.