أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن سبعة آلاف قتيل وحوالي 155 ألف جريح سقطوا خلال العام الماضي، في 70 مرفقا طبيا تدعمها بسورية، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة "تعكس الوضع الكارثي في سورية، الذي جاء نتيجة التدخلات العسكرية الخارجية المتزايدة في البلاد، فيما طالب رئيس المنظمة، جوان ليو، أمس، بفتح تحقيق مستقل في احتمال تعرض مستشفى تشرف عليه المنظمة، لقصف متعمد من الطائرات الروسية، قبل أيام، أدى لمقتل 25 شخصا.
يأتي ذلك فيما جدَّد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعوة مجلس الأمن الدولي لإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشددا على ضرورة محاسبة من ارتكبوا ولا يزالون يرتكبون جرائم ضد المدنيين. وقدم بان في تقريره للمجلس جملة مقترحات لإجراء خطوات إضافية لبناء الثقة من أجل نجاح المفاوضات، داعيا إلى تقديم التزامات وتعهدات إضافية للسماح بحركة المدنيين في المناطق المحاصرة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إليها.
في نفس السياق، دعا القادة الأوروبيون، خلال قمتهم التي بدأت في بروكسل أمس، روسيا ونظام الأسد لإيقاف الهجمات على مجموعات المعارضة المعتدلة في سورية، مؤكدين أن "المجلس الأوروبي قلق حيال خطر تصعيد عسكري جديد ويندد بالقصف المتكرر للبنى التحتية المدنية"، مع الدعوة إلى "وقف فوري للقصف الجوي للمناطق المدنية".
من جانبه، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، من خطورة تفاقم الأوضاع في سورية، وما تحمله الأزمة السورية من تداعيات ومعاناة إنسانية قاسية للشعب السوري، منددا بالغارات الروسية التي تنال من المستشفيات وتقتل مدنيين أبرياء من الرجال والنساء والأطفال.
مقتل 17 تابعا لإيران
ذكرت تقارير أمس، أن 17 مقاتلا موالين لإيران قتلوا خلال معارك مختلفة إلى جانب قوات النظام ضد قوات المعارضة في ريف حماة وريف حلب الشمالي، شمال سورية، مشيرة إلى مصرع عنصر من الحرس الثوري الإيراني، يدعى فخر الدين تقوي، إضافة إلى ثمانية أفغان من ميليشيات "فاطميون"، وثمانية باكستانيين من ميليشيات "زينبيون"، قتلوا خلال هذه المعارك. =
وحسب وكالة "فارس" فقد قتل فخر الدين تقوي الذي ذهب متطوعا إلى سورية خلال معارك ضد المعارضة، دون أن تحدد مكان مصرعه، فيما قالت وكالات إيرانية: إن القتلى الأفغان، دفنوا في مدن إيرانية مختلفة كملارد وکرج وبردسير کرمان و دليجان. كما نشرت وكالة "دفاع برس" التابعة للقوات المسلحة الإيرانية، أسماء أربعة مقاتلين باكستانيين قتلوا خلال معارك حلب.
تعزيزات للمعارضة
قالت مصادر أمس: إن ألفين على الأقل من مقاتلي المعارضة السورية دخلوا البلاد مرة أخرى من تركيا خلال الأسبوع الماضي، لتعزيز مسلحين يتصدون لهجوم تشنه فصائل مسلحة يقودها أكراد سوريون للسيطرة على جزء من الحدود.
وأوضحت مصادر بالمعارضة أن المقاتلين الذين جرى نقلهم لم يكن بينهم مقاتلون من جبهة النصرة أو جماعات متطرفة أخرى، فيما أكد مصدر أمني تركي عبور المقاتلين الحدود وقدر أعدادهم بما بين 400 و500 مقاتل، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مئات من المقاتلين عبروا الحدود.
وعلى صعيد آخر، قال المرصد: إن 38 شخصا قتلوا في ضربات جوية نفذتها قوات التحالف الدولي في محافظة الحسكة، شمال شرق سورية، خلال اليومين الماضيين، لافتا إلى أن موقعا تابعا لقوات النظام جنوب دمشق تعرض لثلاث ضربات صاروخية إسرائيلية، بينما أعلنت الأمم المتحدة، مساء أول من أمس، وصول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية، المرسلة لأكثر من 100 ألف شخص من المدنيين السوريين، في محافظتي إدلب وريف دمشق.