فيما أكد المرشح المحتمل للرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، أنه ربما يكون من المتعذر التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، عدَّ مراقبون أن وجهة نظر ترامب تأتي في إطار رؤية الحزب الجمهوري، الذي يعد الأقرب إلى تل أبيب من نظيره الديمقراطي، مشيرين إلى دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرشحهم، ميت رومني، في الانتخابات الأخيرة ضد باراك أوباما، قبل خسارته الانتخابات في نهاية الأمر.

وكان ترامب قال في تصريحات إعلامية، أول من أمس: إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق سيكون "صعبا جدا"، لافتا إلى أنه سمع وجهة نظر إسرائيلية بأن الفلسطينيين يجري تدريبهم منذ طفولتهم على كراهية الشعب اليهودي، ولهذا السبب فإن الاتفاق قد لا ينجح، لكنه استدرك بالقول إنه في حال فوزه بالرئاسة سيواصل السعي من أجل اتفاق، حتى إذا كانت فرص النجاح ضئيلة.

وأشار المراقبون إلى أن ما أدلى به ترامب يشبه مواقف سابقة للرئيس السابق جورج دبليو بوش، الذي أدلى في العام 2001 بتصريحات قال فيها: "إن الدولة الفلسطينية كانت جزءا من التصور الأميركي، شرط احترام حق إسرائيل في الوجود"، لافتين إلى أن هذا التصريح لم يعد بدولة فلسطينية، لكنه عبّر عن قراءة تاريخية للنظرة الأميركية وتوقعها في نهاية المطاف.

وأضافوا "أن تصريحات بوش، في هذا الوقت، جاءت خالية من كل تفاصيل الدولة، سواء فيما يتعلق بحدودها، أو سيادتها، أو سكانها"، مشيرين إلى أن الدولة الفلسطينية وفقا لهذه الرؤية هي دولة مؤقتة الحدود لا تشمل كل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا تعرف مصير لاجئيها، واقتصادها مفتوح وسوقها حرة.


فروق محدودة

كشف المراقبون عن فروق محدودة بين الجمهوريين والديمقراطيين فيما يتعلق بقضية فلسطين، لاسيما أن الاستراتيجية الأميركية تعتبر أمن إسرائيل حجر الزواية في حماية مصالحها بالشرق الأوسط، مسستشهدين في ذلك بخطاب أوباما، الذي تحدث خلاله عن الرؤية الأميركية لقيام دولتين لشعبين، وأن إسرائيل يجب أن تكون دولة يهودية، والأساس الذي تُبنى عليه حدود الدولة الفلسطينية ما قبل1967، وأن تكون منزوعة السلاح، مشيرين إلى أن أوباما جعل القضايا الجوهرية كلها مؤجلة، دونما سقف زمني لحلها.

وأضافوا أن الإدارة الأميركية في عهد أوباما عبّرت عن حالة عجز حقيقي فيما يتعلق بالضغط على تل أبيب، حتى في تنفيذ قناعاتها المعلنة والمسبقة المتعلقة بضرورة وقف الاستيطان في الضفة الغربية، وتوقفت عن بذل أي جهود في هذا الإطار.


تصاعد الاستيطان

إلى ذلك، حذّرت الجامعة العربية من خطورة تصاعد وتيرة الاستيطان التي تضاعفت في الأراضي الفلسطينية بنسبة 5 %. وأوضحت الأمانة العامة في بيان أمس، أن هذه النسبة استندت إلى معطيات رسمية صادرة عن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، حيث أفادت أن عدد المستوطنين خلال عهد نتانياهو منذ عام 2009 وحتى الآن ازدادت بنسبة 55 %.