أبان رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي عميد كلية الآداب في جامعة الملك فيصل الدكتور ظافر الشهري، أن الأرقام الإحصائية للإصدارات السردية تشير إلى إصدار 600 إصدار ما بين رواية وقصة، وقصة قصيرة جدا خلال الـ10 أعوام الماضية.
وأشار الشهري مساء أول من أمس خلال كلمته في مستهل الأمسية القصصية والنقدية التي نظمها النادي، للقاصين السعوديين محمد مانع الشهري، وتركي الرويثي، والناقدين أستاذا اللغة العربية والنقد والبلاغة في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور نضال الشمالي، والدكتور فايز العثامنة، وأدارها القاص أحمد العليو، أن القرآن الكريم قد احتفى بالقصة وأنها جنس أدبي يستعصي على النقد وعلى الإنسان، وهو الجنس "المتوحش" الذي لا يمكن الإمساك به، وفيه اختزال مسافات كبيرة من الزمن، والرمز فيه لفظ قليل، والخروج فيها بفكرة تعالج قضية بكلمات بسيطة، وأن القصة هي الإيجاز والبلاغة، لافتا إلى أن الأدب في المملكة بدأ متأخرا عن الأدب في مصر وبلاد الشام، لكنه خطا خطوات واسعة.
رؤية نقدية
اشتملت الأمسية على جولتين بدأها الرويثي بقراءة "كيف تستظل بظلك"، ونص "اختفاء الساعة التاسعة"، وتنوعت نصوص الشهري بين القصة القصيرة والقصيرة جدا، فقرأ "وصول"، و"الطاولة"، و"ضرورة"، و"نور وإيمان".
وأشار الناقد الدكتور نضال الشمالي خلال قراءته النقدية للقاصين، إلى أن إسهامه في هذه القراءة ينبع من فكرة قراءة النص لا نقده، فهي صناعة للنص بفعل القراءة تجاوز مقصد الكاتب إلى مقاصد النص وممكناته، وإن المتأمل لما سبق ليضعنا أمام تجربتين متضادتين في الاهتمام، متشاكلتين في الأسلوب، تجربة الرويثي تحترف كشف مستورات التراث وتحلق في الماضي وتنقده نقدا لاذعا يكشف عن رؤية نهضوية يسعى الكاتب لتمثلها في قصصه قد يكون محقا في بعضها، وتجربة الشهري تغوص في تفاصيل الواقع وتتعقب تفاصيله ودقائقه تعقبا إشكاليا يثير الكثير من التساؤلات ولا يحسن حلها، بل تكتفي بدور الشاهد الحصيف من خلال نمطين من القصة هما القصيرة والقصيرة جدا "الومضة".
وأكد أن قصص الرويثي تمادت في فتح أوراق الموتى ومحاسبتهم عما كتب فيها ولفتح أوراق الموتى دون إذنهم عواقب وخيمة قد تحدث أزمة ثقة تعيق صاحبها عن الانطلاق قدما، أما قصص الشهري فبحثت في تجليات الحياة بعين الحياد ودقق في التفاصيل.
وقرأ العثامنة، ورقته النقدية التي كانت عن بنية النصوص التي قرأها القاصان حيث تحدث عن تكوين الحدث في نصوص الشهري، والتي اعتبرها أقرب إلى التقنيات السينمائية من حيث انتقال المشاهد في النص القصصي، وكذلك تحدث عن الرمز وتكوينه وعن التصويرات التي كونت بنية النص من خلال البيئة المتكاملة في النص، أما الرويثي فجاء الحديث عن لغته والتي تمازج فيها اللغة الفصحى مع اللغة العامية المحكية من خلال الحوارات العديدة في النص.