سيبقى يوم أول من أمس السبت يوماً على المجرمين عسيرا.
وسيبقى يوم السبت أحد أيام اعتزازنا وفرحنا نحن المواطنين بعد أن أخذت العدالة مجراها وأيام العزة والعدالة والحزم كثيرة عندنا ولله الحمد.
وسيبقى السبت يوم الشفاء وتطييب النفوس لدى ذوي الضحايا الذين ماتوا بسبب تغول وتطرف هؤلاء المجرمين الذين استرخصوا دم الإنسان وروعوا الآمنين.
ثم سيبقى هذا اليوم كرسالة جلية وواضحة لكل التنظيمات الإرهابية بأن أمن البلاد وأهلها خط أحمر لا يجب اختراقه أو تجاوزه.
وسيبقى حدث يوم السبت إشارة للجميع أن العدالة تنظر بعين واحدة تتجاوز فيها الأعراق والطوائف والمناطق، ليبقى واضحاً أن الوطن للجميع بكل تنوعاته.
ويبقى بعد كل هذا العزم والحزم أن نوصل رسائلنا بلغة مفهومه لدوائر القرار وللمنابر والبرلمانات ولوسائل الإعلام الدولية ونضعها في صورة ما حدث، وفي نفس السياق فإن علينا أن نفضح إيران التي تنتهك كل الأعراف والأخلاقيات الدبلوماسية وتمارس –وهي راعية الإرهاب– التقية السياسية التي تجعلها تظهر لدى الآخرين بغير صورتها الحقيقية.
لقد مارسنا السبت حقنا السيادي، وبقي على سفاراتنا ووسائل إعلامنا أن تمارس دورها وواجبها، وتوضيح كل لبس وكل تشويش سينتج عن تنفيذ تلك الأحكام، وما ستتركه بعض تنظيمات حقوق الإنسان من أثر سلبي سببه غبش صورتنا وغموضها، هذا إضافة إلى الدور المضاد الذي تتولاه مكاتب وسفارات إيران التي تصرف مئات الملايين في كسب وتدجين واستمالة العديد من قادة الرأي في العالم، ويظهر ذلك واضحاً في الحملات الغريبة الشرسة ضد المملكة في الإعلام المقروء والمرئي.
علينا أن نكون أكثر صراحة بأن سفاراتنا في الخارج لا تقوم –في هذا الشأن- بدورها الافتراضي، وعلينا أن نعترف أن سفاراتنا خارج المنافسة مع بعض السفارات الأخرى التي تقوم بجهد واضح في التواصل مع دوائر التأثير في تلك الدول.
إن بلادنا وهي تخوض في عدة مواجهات في عاصفة الحزم وفي استهدافات الإرهابيين من الدواعش ومن أحزاب إيران المزروعة في بعض الخواصر العربية لهي أحوج ما تكون إلى أن تتولى إدارة هذه الأزمات بكل ما أوتيت من حصافة وخبرة، وأن تقوم بحملة علاقات عامة تجلو سوء الفهم لدى كثير من المحافل الدولية.
لهذا فإنه يجب المبادرة بانتخاب عدد من المفكرين الوطنيين وقادة الرأي وأساتذة القانون وأعضاء الشورى وإرسالهم تباعاً إلى أصقاع العالم ليتحدثوا نيابة عنا ويوضحوا موقفنا.
لا يجب أن ندع الساحة شاغرة لإيران ولكل أعداء المملكة المتربصين يملؤونها بالكذب والبهتان.
ولا يجب أن نركن إلى القناعة بأن الحق معنا وبسلامة موقفنا، فكل ذلك مفهوم ومقدر لدنيا؛ لكنه ليس كذلك لدى الآخرين، وفي الغرب تحديدا، وحتى لو كان موقفهم إلى صفنا فإن سفارات إيران تعمل بشكل دؤوب وبجهد لا يكل على قلب الصورة وتلطيخها بالافتئات.. ومن هنا فإنه يلزمنا العمل والاستمرار في العمل، ولن يكفي أن نقوم بجولة نكسبها ثم نستريح، بل علينا الموالاة والاستمرار حتى نقطع الطريق على كل المزايدات التي تتاجر بقميص حقوق الإنسان.
خلاصة الكلام أن على سفاراتنا ألا تتثاءب وأن تعمل جهدها في مواجهة كل الاستعداءات التي تستهدف بلادنا.
أما نحن هنا فعلينا أن نحتفل بهذا العزم والحزم الذي يرعى أمننا واستقرارنا.