أمل الشهري


داخل كل منا إنسان آخر لا يعرفه أحد، إنسان ربما يكون شبيها بآخر يراه الناس دائما، له الضحكة والملامح والإيماءات نفسها، وربما يكون مختلفا تماما عنه، لا الابتسامة هي الابتسامة ولا الوجه هو الوجه.

هذا الإنسان الآخر في الواقع، هو الإنسان الحقيقي مجسدا بصفاته الحقيقية الخفية، أما الآخر فهو ما نريد إظهاره للناس، وربما يكونان متشابهين قليلا أو كثيرا، أو لا يمتان إلى بعضهما بصلة.

حديثك مع هذا الآخر قبل أن تنام، وعندما تصحو، وحين تجد وقت فراغ، هو من يحدد من أنت؟

طريقة تفكيرك هي الجوهر والأساس في تحديد من أنت وماذا ستكون؟

كثير من الناجحين في الحياة هم من عرفوا كيف يتعاملون مع الإنسان في داخلهم بذكاء وحكمة.

يضغطون عليه لأداء مهام معينة، يرغبونه في شيء ما ويحببونه فيه، علهم فيه ينجحون، وإن كان على أنفسهم ثقيلا، ينذرونه ويرهبونه إن أقدم على الخطأ، وإن لم يستجب عاقبوه، والعقاب لديهم درجات على حجم الخطأ. كيف ندرس هذا الإنسان، وكيف نتعرف عليه؟

لا بد أن تمنح نفسك الوقت الكافي لتتعرف عليه، اسأله من أنت؟ ماذا تريد أن تكون؟ لماذا تكره فلانا بلا سبب؟ لماذا تغدق الحب بسخاء على فلان، رغم كل أخطائه؟ لماذا تشعر بالضيق عندما تكون معي وحيدا؟ لماذا تكون نائما عندما أخطئ؟ أين أنت عندما أذكر فلانا بسوء؟ لماذا أخطئ دون أن تحرك شفتيك؟ و الكثير الكثير من الأسئلة تختلف من شخص إلى آخر، حسب طريقة تفكيره واهتماماته، وإلى أي طبقة ينتمي.

يا إنساني الآخر، خذني مني إلي، خذني من نفسي إليها، سِرْ بي نحو جزيرة حب وصفاء خلابة، كن لي كل شيء، كي لا أحتاج إلى شيء، دعني أقول كل شيء، ثم آمرك بالنسيان فتنسى، كن مني إلي.