لم يتوقع المبتعث محمد أحمد الغامدي، بعد أن تجاوز عامين في دراسته الهندسة الكيميائية في جامعة توليدو الأميركية، وإشادات معلميه بتفوقه، أن يُستدعى من السلطات الأميركية أربع مرات، وتسرق سيارته، ويفقد جواز سفره، ثم تحتجز السيارة لدى الجهات الأمنية، ويظل دون إثباتات، منتظرا محاكمته الشهر المقبل، وهي المشكلات التي عانى منها طوال الأشهر الخمسة الماضية.


مغرد يستنجد

فوجئ مغردون أول من أمس بالغامدي وهو يستنجد عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" طالبا المساعدة، إذ قال في تغريداته، "أنا مقبوض علي الآن، أنا في غرفة التحقيق في ولاية متشجن، في مدينة ديترويت، سأودع السجن، أوصلوني بالسفارة".

وأردف قائلا، "أنا لا أكذب، سيتم سحب أغراضي، ومنها هاتفي الموبايل". وبعد قليل زاد: "حمدا لله، تم إخلاء سبيلي، والقضية تشابه أسماء، لكن سيحاكمونني الشهر المقبل".


الخضوع لمحاكمتين

"الوطن" تواصلت مع الغامدي الذي روى قصته، قائلا "قبل خمسة أشهر ألقي القبض علي بتهمة انتهاء صلاحية أوراقي الثبوتية منذ عام 2011، مع العلم أنني وصلت أميركا مبتعثا أواخر 2013، وتم سجني، وطلب مني مبلغ 550 دولارا، وأوكلت محاميا تابع القضية حتى حصلت على البراءة".

وأضاف، "أتعاب المحامي كانت 600 دولار، تحملتها، إضافة إلى دفع رسوم محاكمتين، رغم أني مبتعث عن طريق الدولة".





سرقة السيارة

تابع الغامدي قائلا "بعد ثلاثة أسابيع من الواقعة السابقة، سُرقت سيارتي من نوع دودج تشارجر 2013، رغم أنها مغلقة في المواقف، ومن الأغراض التي كانت فيها جواز سفري، إذ كنت أخطط للسفر إلى مدينة قريبة".

وأشار إلى أنه أبلغ الأجهزة الأمنية بالسرقة، فسلموه تقريرا بالواقعة، وبعد أيام عثروا على السيارة، ولم يجدوا جواز سفره.

وأبان الغامدي أن "الأجهزة الأمنية زودتني برقم الضابط الذي يشرف على متابعة قضيتي، ولكن بالاتصال به لم أجد أي تجاوب، وأحيانا يرد بأنه مشغول، أو الاسم الذي تبحث عنه غير صحيح".

وقال، "لا أملك أي إثبات حاليا، وقمت بمراجعة السفارة في واشنطن، ولكن الموظفين تركوني من الساعة الـ11 حتى الـ3 دون التفاعل معي، وفي النهاية أبلغني أحدهم بأن الحل الوحيد تقديم طلب للحصول على جواز سفر جديد عبر الإنترنت"، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب جواز سفر قبل شهر من اليوم، وبعد أسبوع اتصل به الموظف المسؤول في السفارة لطلب صور أكثر وضوحا، وتم إرسالها إليه في حينه.


تشابه أسماء

أوضح الغامدي "خلال ذهابي لاستقبال أحد أصدقائي من مطار مدينة "ديترويت"، والذي يبعد عن مدينتي 45 دقيقة، حاصرتني ثلاث سيارات تابعة للأجهزة الأمنية، وأنزلني رجال الشرطة، وأخذوا المفتاح، وتركوني، فذهبت إلى قسم الشرطة لاستخراج السيارة، فبُلّغت بأني لا أملك إثبات "جواز سفر"، وأن هناك أوامر باحتجازي، وحين أطلعتهم على تقرير يثبت فقدان جواز السفر، أبلغوني أن حجز السيارة تجاوزي خط المشاة، وهي مخالفة غرامتها  68 دولارا، ولكن طلب مني دفع 200 دولار"، مشيرا إلى أنه بعد ساعات أبلغ بأن الأمر لا يعدو كونه تشابه أسماء، وتم إطلاقه.


تفاعل مع القضية

قال الملحق الثقافي في أميركا الدكتور محمد العيسى لـ"الوطن"، إن على المبتعث محمد أحمد الغامدي إرسال جميع بياناته ومعلومات حول ما يمرّ به من إشكالات للنظر فيها، والعمل على حلها في أسرع وقت ممكن، بالتعاون مع السفارة السعودية في واشنطن".

وأكد أن قضية الغامدي لم تمر عليه، لكن سيتم السعي من أجل حلها، واستخراج جواز سفر بديل له، وبحث موضوع سيارته المستوقفة لدى الأجهزة الأمنية.