عندما تذكر جازان يحضر الشعر، وتعود الذاكرة إلى الأسماء الكبيرة التي انتشرت على امتداد تلك البقعة الخصبة.. شعراء جازان يشبه الكبير منهم النخلة، أين تغرس تثمر، وتنبت إلى جوارها فسائل بذات الخصائص العريقة طيبة الثمر.
غرس "ابن هتيمل" بذرة الشعر في تلك المنطقة فلم تنس، ولم تجف تربتها، حيث تعهدها أحفاده ورعوها حق رعاية وساروا بها حتى أصبحت جازان قبلة الشعر ومهبط "أفئدة الغاوين". وها هي الآن تشرع الأبواب للموسم الرابع من جائزة السنوسي، أحد أكبر شعراء جازان، وأول من ترأس نادي الأدبي وأهم رواده.
هذه الجائزة والجوائز ككل تسمح للمبدع، سواء كان شاعرا أو ناثرا، أن يحلق على متن غيمة من الأماني في أي يكون أحد الفائزين بها فيزداد بها ألقا وبحثا عن مضمار جديد للمنافسة والتحدي مما يساعد على جودة المنتج وارتقاء ذائقة المتلقي.
وبخصوص تقبل الجوائز فإن الكتاب ينقسمون إلى قسمين: قسم يراها مهمة وتحفز الكاتب على مزيد من الإبداع، كما يقول الروائي إبراهيم مضواح الذي حصل على عدة جوائز: الجوائز الأدبية مهمة للأديب لما تحققه من رفع معنوياته وتقدير جهوده وتقويم عمله والتعريف به ودفعه إلى الثقة بما يقدم وبذل الجهد نحو مزيد من التجويد، والأديب محتاج لكل هذا إضافة إلى القيمة المالية التي وإن كانت في معظم الجوائز ضئيلة لكن نفعها للأديب متحقق، فغالب الأدباء ليس لديهم موارد مالية غير مرتب وظيفي بالكاد يكفي الضرورات.
وفي الجانب الآخر، هناك من يراها محرقة للأديب، لكنني لا أتفق مع هذا الرأي، فالجوائز الأدبية عمل رائع خطط له من جهات ثقافية وضعتها تقديرا منها لقيمة الأديب وأهمية دعمه وإبراز مهمته كعضو فاعل في المنظومة الثقافية.
في وطننا العربي تنتشر الجوائز التي تعنى بالأدب والأديب وتسهم في انتشاره، لكن ما يحزن في الأمر أن هذه الجوائز لا تحظى بتغطية إعلامية وافية من وسائل الإعلام لتعطيها حقها في الانتشار، هذا ما يضعف الإقبال عليها من بعض الأدباء، حيث إن بعضهم لا تهمه القيمة المادية بقدر ما يهمه انتشار اسمه وحضوره في الوسط بقوة.
الجائزة: تقدير وقدر واعتراف، وهي انعكاس لمدى تقبل القارئ للشاعر أو الكاتب بشكل عام.