لا يمكن أن يعيش الإنسان منعزلا وبعيدا عن البشر، فهو مخلوق اجتماعي بطبعه وبفطرته التي خلقه الله عليها، يتكيف معهم في أنساقه الاجتماعية ويتطور وينمو، والمشكلة الاجتماعية تظهر عندما يتداخل الأفراد مع بعضهم بعضا.
يعرّف علماء الاجتماع المشكلة الاجتماعية بأنها موقف يؤثر في مجموع من الأفراد، يتأثرون بها في تصرفاتهم وسلوكهم وأنماطهم الاجتماعية والحياتية، ويعتقد الأفراد بأن تلك المشكلات مصدر للصعوبات والمساوئ، وجميعنا يعلم أن المشكلة الاجتماعية توجد بين جميع المجتمعات البشرية، ولا يمكن للإنسان أن يعيش بسلام دون أن يواجه شيئا منها، وعندما يواجه أحدنا مشكلة ما، لا بد أن يختار الحل الأسلم لها، بعد تحديدها وكيفية التعامل معها ومعرفة أسبابها.
المشكلات الاجتماعية مختلفة وتتداخل، وتراكمها يجعل تأثيرها مضاعفا، ولا يمكننا القول إن للمشكلة سببا واحدا، فأسبابها متعددة، ولكن يوجد مؤثر واحد قوي وبارز، هو الأساس لتلك المشكلة، ولو أمعنا النظر لوجدناه يختلف باختلاف الأفراد والمجتمعات والأنساق والأزمنة.
للمشكلات الاجتماعية أسباب عدة ومختلفة باختلاف الظروف، ويصعب علينا تقرير أسبابها، غير أننا ننظر إليها من زوايا مختلفة وبشكل مجمل، وغالبا ما تتمحور حول سرعة التغير الاجتماعي والثقافي من منطقه إلى أخرى، ومن فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى مجتمع، وتداخل القيم والعادات والتقاليد، وتفكك المجتمعات التي هي منشأ الفرد وركيزته.
أرى أن للمشكلات الاجتماعية أنواعا متعددة تنمو مع تطور نظم الحياة الاجتماعية، وبذلك تواجه جميع أفراد المجتمع مشكلات كثيرة أهمها تلك التي تتعلق بالشباب في الوقت الراهن، كالبطالة وصراع القديم والحديث والتسرب الدراسي، وبعض شبابنا للأسف لا يعرفون كيف يواجهون هذه المشكلات بالصبر والتفكير والاستشارة، بل يتجهون إلى مشكلات أكبر للهروب من واقعهم، كالتدخين وتعاطي المخدرات.
لعلنا ذكرنا أهم تلك المشكلات التي تواجه أفراد مجتمعنا، وتقوية الإيمان وترابط الأسرة والعناية بالأبناء من أهم الحلول التي يجب أن نفعّلها.