وجه أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز بدراسة إتاحة سوق "المناخة التاريخي" للمستحقين وبحث تمكين الباعة الجائلين من استخدامه لعرض بضائعهم، جاء ذلك عقب جولته لموقع السوق والذي يعد من المعالم التاريخية المرتبطة بالعهد النبوي الشريف.
وأكد أمير منطقة المدينة المنورة أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - تؤكد على أهمية العناية بتراث الأمة وميراث النبوة حسا ومعنى، وبما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وأضاف الأمير فيصل بن سلمان: أن إحياء تراث الأمة وميراث النبوة رسالة سامية نعمل لأجلها، لافتا إلى أن مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام شهدت معالم التنزيل وبناء الحضارة التي شع منها نور الإسلام كأول عاصمة إسلامية انطلقت منها الرسالة المحمدية للعالم أجمع.
من جهته، أوضح الباحث بتاريخ المدينة المنورة الدكتور تنيضب الفايدي لـ"الوطن" أن سوق المناخة التاريخي يقع غرب المسجد النبوي الشريف بين ما يعرف اليوم بمسجد السبق شمالا ومسجد الغمامة جنوبا وأسسه الرسول عليه الصلاة والسلام، ويعد السوق من أهم الأسواق التاريخية بالمدينة المنورة، مؤكدا بأن إحياء السوق له مردود ثقافي واقتصادي، مشيرا إلى أن أبرز البضائع التي كانت تباع فيه قديما التمور والحبوب والإبل، وأضاف الفايدي "سيسهم السوق في زيادة القوة الشرائية نظرا لقرب الموقع من المسجد النبوي".
سوق المناخة
أحد الأماكن ذات العبق التاريخي المرتبطة بالعهد النبوي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم غرب المسجد النبوي، كان القسم الشمالي من الحي القديم ميدانا للتدرب على ركوب الخيل والرماية، وكان الرسول يحضر ويحض المتدربين على أن يجودوا، ويسابق بينهم أحيانا. وقد بني في موقع السباق مسجد سمي مسجد السبق. وفي قسمه الثاني اختط رسول الله للمسلمين السوق في السنوات الأولى من الهجرة ليخلصهم من سيطرة اليهود على الأسواق الأخرى، وقال: هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذ منه خراج. وكانت السوق مكشوفة ليس فيها بناء، يحضر التجار إليها صباحا، ومن سبق إلى موقع وضع بضاعته فيه ويتاجر إلى نهاية اليوم حيث يحمل متاعه ليعود في اليوم الثاني.
وفي العهود المتأخرة بني السوق واستثمره بعض المستفيدين، وفي فترة الحرب العالمية الأولى حوصرت المدينة فهدم فخري باشا السوق. بعد ذلك قام حي سكني في المنطقة لقربها من المسجد النبوي وبقيت فيه في الدور الأرضي من مساكنه دكاكين ومعارض تجارية ثم أزيلت في مشروع تحسين المناطق المحيطة بالمسجد النبوي، وحفر على امتداد المنطقة نفق للسيارات يصل بين طريق سيد الشهداء شمالا وأول منطقة قربان جنوبا. وستبقى ساحة المناخة وامتداد السوق القديم ممرا للمشاة ولخدمة المسجد النبوي.
العوامل المترتبة على إحياء السوق
• إحياء التراث والمعالم النبوية.
• الحد من الباعة الجائلين.
• زيادة القوة الشرائية لدى الزائرين.