على مدار الأسبوعين السابقين، لم يكن لدى المغردين في موقع التواصل الاجتماعي تويتر حديث سوى التندّر على إحدى الكليبّات الشعرية التي عملها وأنتجها، فيما يبدو، أحد الشعراء الذين ابتُليت بهم ساحة الشعر، فكان الابتلاء وكان الصبر.

الشاعر الذي أدى فيديو كليب بعنوان (خلّك رجّال)، بمعية أولاده الصغار، زاد من مساحة الشماتة والتندّر والطقطقة التويترية، بين شريحة واسعة من المغردين، بسبب اصطحاب أولاده معه في كل عمل، مما أعاد إلى أذهانهم طيّب الذكر خالد مقداد، مالك قناة طيور الجنة، الذي بث قناة متخصصة للأطفال، لكنه ملأها بالكليبات التي يؤديها كلها، هو وأبناؤه فقط، وعلى مدار الساعة، وأغلبها في منزله الشخصي.

الفيديو كليب الشعري ذاك تقوم فكرته -إن كانت له فكرة طبعا، على رحلة استجمامية، قام بها الشاعر برفقة أبنائه إلى بلاد الكفار فرنسا، وعلى الرغم من أن الفيديو كليب كله، يقوم على مسح فوتوجرافي لمعالم بلد الكفار الفرنسية، وتمثالاتها، وشوارعها، وحضارتها، إلا أن كلمات الكليب الشعري كانت كلها شتما ولعنا في فرنسا الكافرة، في تناقض عجيب، لا يمكن أن يكون بهذا الوضوح، إلا في ذهن شاعر لم تتعدّ حدود ثقافته مسرح شاطئ الراحة، وبرنامج شاعر المليون.

كلمات الكليب في غاية الركاكة الشعرية، حتى وإن كانت حجة الشاعر المقداد، أنها موجهة للأطفال، فالكتابة للطفل من أعقد أنواع الكتابة، وتحتاج إلى وعي، لا أظن أن شاعر كليب (خلّك رجّال) يمتلكه، كما أن الكليب يضخ طاقة سلبية تجاه الآخر، تجاه دولة لها حضارتها المعرفية، ودورها التنويري الكبير مثل فرنسا الكافرة.

ابتلينا في زمن الطفرة الشعرية والفضائيات الشعرية بظهور أسوأ النماذج الشعرية العامية، مما جعل مساحة الشعر العامي ليست مساحة للتذوق الجمالي، بل للتندر والطقطقة والضحك، بفضل النسخة السعودية من خالد مقداد، وأشباهه.