لا نتوقف عند التفاصيل الرقمية للميزانيات سنويا، لأن كل المؤشرات في تصاعد وتنام على كافة الصعد، ودائما "نضع في بطوننا بطيخ صيفي".. ميزانية هذا العام تختلف بمعطياتها ومؤشراتها.
لأول مرة نشعر بعمق المواطنة فور إعلان الميزانية الجديدة، لم نلتفت إلى التحليلات الرقمية ولم نتوقف عند الزيادة والنقصان، فالمال فانٍ والدنيا برمتها لا تساوي عند رب العزة والجلال جناح بعوضة، لذا أتت الرسائل الجميلة المغلفة بالمواطنة الصادقة عبر "وسائل التواصل الاجتماعي" وأتى صوت العقل والمنطق في مجالسنا ومنابرنا في مجملها تقول: ميزانيتنا الحقيقية "الأمن والاستقرار" ورأس مالنا الحقيقي قيادة حكيمة ووطن بحجم "السعودية" ثاني أفضل وجهة عالمية للعيش والاستقرار.
ميزانية التحول الوطني واضحة المعالم، فهي تقدم مؤشرا على ارتفاع مؤشر الإنتاج الفردي والجماعي، لنكون أمة منتجة بدلا من النوم على وسادة الاتكالية والسلبية ورعاية الدولة لنا في كل صغيرة وكبيرة طوال العقود الماضية. ميزانية التحول تقول لا بد من مرحلة المشاريع الصغيرة والإنتاجية الفردية والجماعية، فعرق الجبين سيقدم لنا التحول الوطني بتعدد مصادر الدخل دون التوقف عند سعر برميل البترول.
يقول شوارزكوف قائد قوات التحالف الدولي في حرب الخليج الثانية: "من المثير للدهشة تلك الحياة الآمنة المستقرة وحراك الأسواق والحياة اليومية في السعودية طوال فترة الحرب". والآن وعلى طريقة ابن خلدون في نظريته الشهيرة "التاريخ يعيد نفسه" ومن خلال دوامة أكبر وأشرس عملية حرب في الحد الجنوبي؛ استمر الوضع المعيشي السعودي كما هو، والرواتب والتنقلات والحياة اليومية كما هي.. نحن على بوابة تحول وطني وميزانية عزّ لا عجز، وسيكون الجميع شركاء في هذا التحول، وسنكون في الموعد مع القيادة والوطن في كل الظروف.