أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تمكنت من إدخال كميات كبيرة من المساعدات الطبية إلى مدينة تعز التي تحاصرها قوات التمرد الحوثي وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، منذ عدة أشهر وتمنع دخول المساعدات الغذائية والأدوية الطبية، وأشارت المنظمة في بيان رسمي إلى أنها تمكنت من إدخال 20 طنا من المستلزمات الطبية، دون أن توضح كيفية إدخالها.

وقالت المنظمة في بيان إن المواد التي تم إدخالها يحتاجها سكان المدينة البالغ عددهم أكثر من 200 ألف نسمة، يعانون منذ فترة عدم الحصول على مساعدات طبية، مما تسبب في وفاة عشرات الأشخاص الذين كانوا بحاجة إلى مساعدة طبية عاجلة.

ونقلت وسائل إعلامية عن ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور أحمد شادول، قوله إن موظفي المستشفيات في مدينة تعز بحاجة ماسة إلى الأدوية واللوازم الطبية، حتى يتمكنوا من الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية الأساسية، لافتا إلى أنه منذ أبريل الماضي والعنف المستمر وانعدام الأمن يحدان من وصول المساعدات إلى مدينة تعز، موضحا أنه ما زال الوصول إلى أحياء المظفر، والقاهرة، وصلاح مستحيلا، كما أن سكانها في حاجة ماسة إلى الغذاء والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية المنقذة للحياة.

تفاقم المعاناة

أضاف أن مستشفيات عديدة اضطرت إلى إغلاق وحدات العناية المركزة بها، بسبب نقص الوقود والأدوية والموظفين، فيما يكافح المرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة للحصول على الأدوية والخدمات الأساسية.

وكان العديد من سكان المدينة قد تطوعوا بمحاولة إدخال أنابيب الأوكسجين والأدوية الطبية بطريقتهم الخاصة، وتحملوا مشقة حملها على ظهورهم لمسافات طويلة بين المرتفعات والجبال، إلا أن المتمردين واصلوا تعنتهم ورفضوا السماح بدخولها، وأقدموا على مصادرة الأدوية وإفراغ أنابيب الأوكسجين في الهواء.



استمرار التعنت

تسبب نقص الأدوية في وفاة عدد من الجرحى الذين كانوا بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية عاجلة، إضافة إلى المرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي والسرطان. كما توفي عدد من الأطفال حديثي الولادة الذين كانوا بحاجة إلى تنفس اصطناعي.

وإزاء تفاقم معاناة سكان المدينة، بادرت العديد من المؤسسات الدولية والدول المانحة إلى إرسال كميات كبيرة من الأغذية والمساعدات الطبية، إلا أن الحوثيين رفضوا السماح بدخولها واحتجزوها وصادروها لمصلحتهم الخاصة. ولم يتجاوبوا مع النداءات العديدة التي أطلقتها الجهات الدولية.