أرجو أن يطمئن أخي د. علي الموسى الذي كتب أمس مقالاً جميلاً عنوانه "أخي صاحب الفضيلة محمد النجيمي" وناقش فيه ما دار من حوار بين النجيمي وبيني حول حركات الإسلام السياسي، وأهمها وأخطرها الآن "السرورية"، وسبب طمأنة أخي الموسى أنني أعتقد أن أخي "فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد النجيمي أستاذ الفقه بمعهد القضاء العالي"، وهذا لقبه الذي سمعته وشاهدته عندما كان الأخوان رياض الودعان، وعبدالعزيز قاسم يقولانه، بعظمتي لسانيهما في برامج كانا يقدمانها في قنوات فضائية ويستضيفانه فيها، صحيح لقبه أطول من اسم "وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد" التي لا أدري لماذا هذه الوزارة تركز -خاصة في الداخل- على "الدعوة!!" فأنا لا أدري إلى ماذا يدعو دعاة وداعيات الوزارة الكثر -الموظفون فيها أو الحاصلون على ترخيص منها- إلى ماذا يدعون في بلد مثل المملكة، كل مواطنيه مسلمون، ويعرفون فروضهم وواجباتهم الدينية كاملة قبل أن تولد الوزارة.

المهم الآن أن الأخ "محمد النجيمي" وأنا، سمن على عسل، ولا خلاف ولا اختلاف بيننا، فالأخ النجيمي، بعد حواري معه في برنامج "يا هلا" الذي يعده ويقدمه المذيع اللامع الواعي "علي العلياني" في قناة "روتانا خليجية"، مساء الثلاثاء الماضي، خرجنا من الأستديوهات -كان النجيمي في الرياض، وأنا في جدة- ونحن حبايب، فهو –أقصد النجيمي– اقتنع –كما بدا لي– بكلامي، وقرر أن يقرأ الكتب والمقالات والبحوث التي تدله على التنظيمات الحركية، التي نشأ معظمها تحت غطاء "الصحوة"، كما أنه ذهب لقراءة كتب ومقالات ومقولات السعوديين الذين سميتهم بالاسم، وقلت له على الهواء: هؤلاء رموز صحوية وفكرية أساسية للسلفية الجهادية، وما تولد عنها من القاعدة إلى داعش، وهم معروفون، ويستحيل –طبعاً– أن يعترفوا، بأن فكرهم متشدد متطرف يفضي إلى الإرهاب، فحججهم دائماً وأبداً، فتاوى هيئة كبار العلماء، الذين يفتون ببراءة متناهية، منذ قيام الدولة حتى الآن، ولا يدرون أن هؤلاء يستغلونهم أسوأ استغلال، ولو دروا وتيقنوا لكان لهم موقف آخر!! لأنهم –وأقصد كبار العلماء– محبون للدولة والقيادة، ويستحيل أن يعارضوها في أي أمر مهما كان، لكنهم لا يعلمون عن استغلال حركات الإسلام السياسي لأقوالهم وفتاواهم، وتوظيفها ضد الوطن، ولذلك فهم أبرياء، وقد شرحت للأخ النجيمي هذا الأمر على الهواء، وفي مقالي الذي كان سبب ومحور الحوار بينه وبيني، ولم ينته الحوار إلاّ وأنا على "شبه يقين" أنه اقتنع، وسيقرأ، ويفهم، ولن يغرد أو يتحدث مطلقاً إلاّ بعد قراءة وفهم ووعي ومعرفة، وليس كما كان يفعل متحدثاً في القنوات، أو كاتباً في تويتر، أو كاتباً لردود وتعليقات على أمثالي، يرغب في نشرها، وهي مخجلة له قبل غيره، ليس مما فيها من كلام بذيء أنزه الأخ النجيمي عن ارتكاب مثله، بل لأنها تدل على أن كاتبها فاته أن يطلع على معلومات كثيرة من المفروض ألا تفوت عليه، مثل تعليقه الذي نشرته "الوطن" الأسبوع الماضي، وقرأته، وأنا "مغمض" العينين لأنني أعرف "اللغة التي سيتحدث بها" ولا أقبل أن أستاذاً في "معهد القضاء العالي بالمملكة" يقولها، أو يتمثل بها، ولذلك نسيت أن التعليق نشر أو أنني قرأته "مغمضاً أو مفتحاً"، تقديراً لأخي العزيز "محمد النجيمي" الذي يعرفني جيداً، وبينه وبيني –رسائل محفوظة عندي– عن موافقته على اقتراحاتي بشأن معرفته، وتهذيب ألفاظه التي يطلقها تلفزيونياً أو كتابياً على من يختلف معه، ولا أعرف لماذا ينسى هذا الاتفاق بيننا أحياناً كثيرة، بل إنه –بعد الاتفاق– هاجمني في إحدى القنوات الفضائية، وقال: إنني لا أقبل ولا أنشر الرأي الآخر، مع أنه يعرف أنني لا أرفض مطلقاً سوى "ما لا يليق نشره أخلاقياً وأدبياً"!! فقط.