نجا جمهور النادي الأهلي من عقوبة مفترضة بحقه بعد المشهد البائس الذي كانت عليه جماهير الراقي في نزال الشباب الثلاثاء الفائت سواء في تلويحهم بالأموال قبل نهاية المباراة بدقائق أو في محاصرتهم لغرفة الحكام بعد اللقاء كما بثت ونشرت بعض القنوات والصحف! وحتى لو تمت معاقبة النادي والجماهير بالتغريم ونقل المباراة المقبلة لملعب المنافس، فإنه يبقى قراراً غير عادل أو قراراً ناقصاً، لأن العقاب يجب أن ينال، أولاً، المحرضين الذين شحنوا جمهوراً كبيراً يعيش هذه الأيام مأساة عصيبة وتوترات انفعالية لسوء حال فريقه والتردي الكبير الذي أصاب الأهلي منذ بداية الموسم.

التحريض الذي أعنيه حدث بشكل غير مباشر وغير مقصود من قبل إدارة النادي عقب إطلاق الحكم الفرنسي صافرة النهاية لنزال النصر في ملعب الأمير فيصل بن فهد، وأساء لحكمنا السعودي القادم فهد المرداسي فبدل أن ندعمه ونحييه على إدارة المباراة بثقة واقتدار ونجاح رحنا نشتمه ونحمله إخفاقاتنا الواضحة والمريرة ونتخذه ذريعة لفشلنا ولعجزنا في مجاراة المنافسين داخل الميدان.

أقول هذا عن الأهلاويين، وأنا من بينهم، إدارة ولاعبين وإعلاماً وكُتاباً يُصنفون من عشاق القلعة الخضراء لكنهم بكتاباتهم الأخيرة مع الأسف لا يكشفون أي مؤامرة تحاك لإسقاط الأهلي بل هم ومعهم إدارة النادي يتآمرون على النادي الكبير لإسقاطه والرقص على جثته بتضليل الشارع الأهلاوي بحكايات العاجزين والفاشلين وغير القادرين على صنع الفارق والنجاح في منافسة تعتمد على الجهد والعرق والكفاح والتضحية بحب وإخلاص وليس الكلام والشعارات واتهام الآخرين بحياكة الدسائس ضد الأهلي!

أحدهم قال مناصراً لرئيسه بجهل "الحكم الفرنسي انتدب لإحباط عمل الإدارة"! فعلاً شيء مضحك أيّ عمل للإدارة غير التبرير ومزيد من التبرير وإلقاء اللوم على الآخرين! لقد أثبتت هذه الإدارة عجزها عن انتشال الفريق من أزمته بوضع حلول عاجلة تعيد له هيبته وسمعته وكبرياءه الذي تمرمط بشكل لا يليق باسم الأهلي وكأنهم لا يعرفون من هو الأهلي؟ ما هو؟ ما تاريخه وعراقته وجذوره المتأصلة في حقول الذهب وسبق المنافسين أيا كانوا؟! إن من يقولون ويروجون لما نسمعه اليوم من استهداف التحكيم للأهلي وتحمله مسؤولية التراجع الأخضر الخطير مشيعو هذا الفكر التآمري هم الدسيسة الواضحة والسوس الذي ينخر في جسد أحد أرقى الأندية السعودية وأجملها وأكثرها فناً وسحراً ودهشة أيام كان الأهلي أهلي! وللذين يقولون من الأهلاويين أعطونا حقوقنا ثم حاسبونا، نقول لهم حق الأهلي لديكم أنتم وليس لدى جهة أخرى! أنتم أعطوا الأهلي حقه من التقدير والفكر والعمل واعرفوا أنكم تديرون نادياً عظيماً لا صغيراً يقتات على الفتات من النقاط والأهداف! انظروا إلى مركزه في الترتيب طوال الأسابيع الماضية يقبع في الذيل في مرحلة تعد هي الأسوأ في تاريخ النادي طوال مسيرته! بالله عليكم يا إدارة الأهلي ويا لاعبيه ويا إدارته الإعلامية كيف يغمض لكم جفن والأهلي الكبير تحول على أيديكم جميعاً إلى صغير يرواح ويتنقل بين المراكز الأربعة الأخيرة وأنتم لا هم لكم ولا عمل لديكم إلا هجاء التحكيم ووصفه بالجائر وكأنكم تريدون أن تجعلوا من أهلينا نسخة من ذلك الفريق في فترة أوهام المؤامرة التي ما تزال آثارها السلبية على فريقهم حتى اليوم! فيما الواقع يقول إنكم أنتم من تجورون على الأهلي بهذا الفكر غير الاحترافي الذي إن استمر سيقود الأهلي إلى ....

من هنا أتوجه إلى عاشق الأهلي الأول وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله ليتدخل سريعاً ويدير النادي بنفسه ويتولى كل الملفات ويكون بجانبه أهل الخبرة والدراية بفن الإدارة والعقلية التي يجب أن تدير نادياً بحجم الأهلي بحيث تكون ضالعة في إدارة الأزمات! فضلاً عن الإحاطة والمعرفة والفهم بالشؤون الكروية! دون ذلك لن تقوم للأهلي قائمة! فأنقذوه قبل أن يغرق!