عنود أحمد قيسي
المجتمع خلال نظرته إلى المرأة، بين العار وتبرير العنف من باب التأديب، إذ خرج علينا دعاة قضيتهم المرأة، خلال سلب حقوقها والتضييق عليها، وسد الطرق أمام السير قدما لمشاركتها وتفعيل دورها، وهي الأم والأخت والزوجة، المرأة التي تشارك الرجل هموم الحياة وتعينه.
تقنين الدولة وتجريمها للتعنيف، وضع حدا لأشباه الرجال ضد الممارسات السلبية في وجه المرأة، ولكن هناك، كما ذكر المحامي عبدالرحمن اللاحم، من يحتاج إلى مناصحة وتذكير بأن كل أمر يتم تقنينه للمصلحة العليا.
المسألة أكبر من المرأة والرجل، القضية قضية وطن نتشرف به وبحكومته، وبعدله وقانونه.
تمكين المرأة، هو ما نطالب به، وأي رجل يدرك أن المرأة نصف المجتمع، لأنه يقع عليها عبء كبير في التربية، وهي المسؤولة عن رعاية أطفالها، ولو كانت تعمل في أعلى المناصب، والرجل المنصف من يقدر هذا الدور، ويقدر مسؤولياتها والأدوار التي تقوم بها.
وتجدر الإشارة هنا إلى كتاب "تمكين الفتيات" للكاتبة سامية العمودي التي ركزت فيه على الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية، وناقشت أحوال الفتاة المجتمعية كإنسان كامل الأهلية، قادر على المشاركة في بناء المجتمع، مما يجعل منها مواطنة مشاركة في التنمية، ولتصبح أكثر قدرة على التغيير الإيجابي.
هناك فرق بين من يرى الفتاة كنزا وعنصرا أساسا في التطور، وبين من يراها حملا ثقيلا يريد التخلص منه، شتان بين النور والظلام وبين العلم والجهل.
ويجب أن نذكّر أن دعم المرأة للمرأة مهم، وقد رأينا ذلك في قيادات نسائية سعودية يسعين لتكون بنات الوطن رمزا للأخلاق والنجاح، مع الحفاظ على تمسكهن بدينهن الذي هو رأس المال. نعم لتمكين المرأة الذي لا يخالف الشرع، وما جاء الإسلام إلا لمحو الظلام والجهل، وإعطاء المرأة حقوقها.