فيما دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الأطراف السياسية المشاركة في الحكومة إلى مساعدته في إجراء تعديل وزاري، استبعد مراقبون إمكان الاستجابة، لأن اختيار الوزراء يتم عبر التوافق، الأمر الذي كرس تقسيم الحقائب الوزارية على مبدأ المحاصصة، ولا يوجد طرف لديه الاستعداد للتنازل عن مكاسبه.
كان العبادي أعلن، أول من أمس، أنه سيجري تغييرات وزارية على الحكومة لتعيين تكنوقراط، بدلا من الوزراء الذين عينوا على أساس انتماءاتهم السياسية، دون أن يذكر تفاصيل بشأن توقيت التغييرات أو الحقائب التي سيتم تغيير شاغليها، لكنه تعهد باتخاذ قرارات قريبا تشمل تلك المتعلقة بمكافحة الفساد.
قال المراقبون، إنه بتغيير الوزراء الذين اختيروا على أساس انتماءاتهم الحزبية أو العرقية أو الطائفية، يخاطر العبادي بالتسبب في إرباك التوازن الدقيق لنظام الحكم القائم في العراق منذ الغزو الأميركي للبلاد في 2003.
وأوضح رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية، واثق الهاشمي، أن قرار العبادي تعديل حكومته يضعه في مواجهة جماعات سياسية قوية، بما في ذلك جماعات في تحالفه الحاكم، والتي سحبت دعمها لإصلاحاته العام الماضي، لعدم تشاوره معها.
وتوقع ألا تتفق الأحزاب مع رئيس الوزراء على تغيير وزرائها، وسترد باقتراح لحجب الثقة عن العبادي، مؤكدا أن البلاد تتجه إلى مفترق طرق خطير، وعواقب يصعب التنبؤ بها.
جثث
تواجه حكومة الأنبار المحلية مشكلة التعرف على أعداد كبيرة من جثث القتلى الدواعش، مجهولة الهوية، والتي تركها عناصر التنظيم في مسرح العمليات العسكرية.
قال مدير صحة الأنبار شاكر أحمد الحاج، إن دائرة صحة المحافظة كلفت فرق الطب العدلي بانتشال جثث قتلى التنظيم المنتشرة في مناطق متفرقة، داخل وخارج مدينة الرمادي، مشيرا إلى أن معظم جثث القتلى مجهولة الهوية، ويتم تصويرها ثم تسلم إلى جهات دينية تبرعت بدفنها في مناطق محددة. وعلى صعيد تنفيذ مرحلة جديدة من العمليات العسكرية، تتجه القوات الأمنية في الأنبار نحو المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، غربي المحافظة، فيما أحكمت سيطرتها على المناطق المحيطة بمدينة الفلوجة شرقي الرمادي. وقال قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، إنه سيتم قريبا تنفيذ عملية عسكرية لتحرير مدن غربي المحافظة، مؤكدا إحكام السيطرة على المناطق المحيطة بالفلوجة وقطع طرق تنظيم داعش.
حظر التجوال
يأتي ذلك في وقت فرض حظر التجوال في الفلوجة، أول من أمس، على خلفية رفع العلم العراقي على أحد الجسور في المدينة، فيما جدد مجلس محافظة الأنبار مطالبته القوات الأمنية بالإسراع في تنفيذ عملية عسكرية لإنقاذ سكان المدينة من كارثة إنسانية، جراء نقص الغذاء والدواء في المدينة الخاضعة لسيطرة داعش منذ أكثر من عامين.
من ناحية ثانية، استبعد مدير المخابرات العسكرية الأميركية، جنرال فنسنت ستيوارت، أول من أمس، تنفيذ عملية بقيادة العراق لاستعادة مدينة الموصل معقل تنظيم داعش في العام الحالي. وقال ستيورات أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن عملية الموصل ستكون معقدة، وإنه ليس متفائلا بالقدرة على تنفيذها هذا العام، وربما تتم العام المقبل.