كشف العاملون بمكتب زعيم أهل السنة في إيران، الشيخ عبدالحميد زهي البلوشي، أن السلطات الإيرانية زرعت أجهزة تنصت تم تركيبها بطريقة احترافية، إذ وجدت في مفاتيح الكهرياء، وهي عبارة عن قطعتين، متصلة بالكهرباء وتعمل شاحنا، للتسجيل والحفظ.
وذكرت مصادر، لحملة نشطاء البلوش، أن المكتب التابع لمسجد مكي الذي يعد أكبر مسجد للسنّة في إيران، ويوجد في جامعة دار العلوم السنية في زاهدان ببلوشستان، وجدت به أجهزة تنصت تم اكتشافها خلال أعمال صيانة.
قال المتحدث باسم جمعية حقوق الإنسان، في بلوشستان، ملا مجيد البلوشي، في تصريحات إلى "الوطن"، إنه حدث عطل كهربائي في مكتب الشيخ عبدالحميد، وعند قيام أحد العمال بفتح ومراجعة أعمال الكهرباء في الجدار عثر على جهاز صغير في حجم أصبع اليد، وبعدها أمر الشيخ بتفتيش جميع الأجهزة الكهربائية الموجودة في المكاتب الأخرى، إذ تم العثور على أجهزة مدسوسة داخلها.
احتمالان
أوضح أن هناك احتمالان في الوصول إلى مكاتب السنة وتركيب أجهزة التنصت، الأول: خلال الشركة التي قامت بتجهيز المكاتب قبل ثلاث سنوات، والثاني: بواسطة شركة قامت بتركيب سيراميك قبل عامين، بناء على طلب المخابرات الإيرانية. وأضاف أن البلوشي أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الداخلية الإيراني، لتقديم شكوى، إذ وعده بفتح تحقيق حول الموضوع، مشيرا إلى أن وزير الداخلية طلب من الشيخ عدم تصعيد القضية إعلاميا.
أكد المتحدث أن الحكومة الإيرانية لم تفعل شيئا حيال الشكوى، وأن النظام في إيران لا يمكن الوثوق به، لأنه بُني على الظلم والاعتداء والتجسس، موضحا أن إيران هدمت كثيرا من مساجد السنة في بلوشستان، وبعد أن ثار العلماء والشعب البلوشي توقفت عن هدم المساجد، واستبدلت ذلك بوضع أجهزة للتجسس في المكاتب والمساجد.
مزدوجو الجنسية
قالت تقارير صدرت أخيرا، إن إيران سحبت اسم رجل الأعمال، سياماك نامازي الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية، ضمن قائمة تضم أربعة سجناء، كان ينتظر الإفراج عنهم، دون تقديم أي تفسير لذلك.
وسئلت وزارة الخارجية الأميركية عما تبذله من جهود لضمان إطلاقه فامتنعت عن التعليق على قضيته بالتحديد، استنادا إلى مخاوف.
وكانت وكالة فارس للأنباء نقلت عن المتحدث باسم القضاء الإيراني قوله، إن هناك عددا من مزدوجي الجنسية محتجزون في إيران، وإن معظمهم يواجهون اتهامات بالتجسس، دون أن يقدم تفاصيل عن أي حالات محددة.
وجاءت التعليقات بعد أن اعتقلت طهران، الأسبوع الماضي، صحفيا بريطانيا من أصل إيراني، يدعى بهمن داروشافعي، كان يعمل في السابق لدى هيئة الإذاعة البريطانية، وقالت أسرته: إنها لم تبلغ بأي اتهامات ضده.