استقبل مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أمس في مكتبه، ضيوف خادم الحرمين الشريفين من العلماء والدعاة والمفكرين المشاركين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" في دورته الـ30، وذلك بحضور عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ. وخلال اللقاء ألقى المفتي كلمة أكد خلالها على أهمية اللحمة الإسلامية والتمسك بشريعة كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتوحيد الصف، خاصة في مثل هذه الظروف التي يحاول فيها الأعداء نشر شعارات الجاهلية في الأمة بغية إفساد أبنائها، وخلخلة أمنها واستقرارها، مستشهدا بقول الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).
وقال: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أطلق "عاصفة الحزم" بتحالف عربي إسلامي للدفاع عن العقيدة الإسلامية التي تعرضت لهجوم خبيث من المد الصفوي الذي أراد الشر بالإسلام والمسلمين، وحاول دعاته زرع المكائد بين أبناء الأمة، والإفساد في الأرض بمختلف الوسائل ومنها التشكيك في العقيدة ومنهج السلف الصالح، والعلماء.
ودعا آل الشيخ إلى توحيد صف الأمة الإسلامية والتصدي لمثل هذه المحاولات البغيضة من خلال الحفاظ على العقيدة والدفاع عنها، وتوضيح زيف ما يدعي الحاقدون وباطل ما يتبعون، ونشر قيم الإسلام وتعاليمه السمحة والتحذير من ذرائع الزيغ والانحراف التي يروجون لها.
مواجهة المبطلين والمؤولين والمنتحلين
تحدث في اللقاء مفتي عام الجمهورية الموريتانية الشيخ أحمد المرابط، بكلمة شدّد فيها على أن أهل السنة والجماعة يواجهون في الوقت الراهن محاولات بائسة من الأعداء للنيل من منهج السلف الصالح، وذلك بأساليب محرّفة وباطلة وتأويلات جاهلية.
وبين الشيخ المرابط أهمية تبادل شجون الدعوة بين أهل السنة والجماعة، خاصة في مجال الأدلة الشرعية التي يُتعاطى معها لمواجهة المبطلين والمؤولين والمنتحلين من أهل الجهل الذين يأخذون الكثير من النصوص الشرعية ويطوعونها لأغراضهم الضلالية، مستشهدا بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (فَإِنَّهُ مَن يِعِش مِنكُمِ بَعدِي فَسَيَرَى اختِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الراشدين المَهدِيِّيِنَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَليهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُم وَمُحدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ وَكُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ).
وقال: إن الدعوة إلى الله تعالى تعتمد على ثلاثة أساليب هي: الحكمة ويتبع فيها منهج البيان والتعليم لمن لا يعلمون الحق ويجهلونه ولا مانع لديهم من التعلم وتقبل المعلومة ولا يزادون على ذلك، والأسلوب الثاني منهج الموعظة الحسنة مع من لا يرفضون الحق لذاته، لكنهم ألفوا شهوات ولديهم مؤثرات تمنعهم من الأخذ بالحق، لكن مع محاورتهم بالبيان والموعظة الحسنة تلين قلوبهم وتحملهم على الأخذ بالحق للتخلي عن ما ألفوه من شهوات، والأسلوب الثالث منهج المجادلة بالتي هي أحسن، وذلك مع من لديهم نظريات وفلسفات يرون أنها ترد الحق، ولابد من النزول إلى مثل هؤلاء من خلال الجدال الحسن وليس بالجدال الخشن.
كما تحدث مفتي طرابلس الشمال في الجمهورية اللبنانية الشيخ مالك الشعار، ورئيس جماعة أنصار السنة في جمهورية السودان الشيخ الدكتور إسماعيل الماحي، والباحث والمفكر الإسلامي الدكتور عبدالله الجندي، ورئيس جمعية القرآن والسنة في المملكة المغربية الدكتور محمد المغراوي، وأجمعوا في ثنايا أحاديثهم على أهمية التصدي للأخطار المحدقة بالإسلام والمسلمين، والوقوف صفا واحدا ضد من يحاول تشويه صورة الإسلام السمحة أو التشكيك في العقيدة، والحفاظ على البعد المضموني العميق للشرع الإسلامي الحنيف، مثنين على مواقف المملكة في كل ما من شأنه رفعة الأمة الإسلامية ومن ذلك قيادتها في مبادرة إنشاء "التحالف الإسلامي ضد الإرهاب" بوصفها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين.
وبينوا أن الواجب الشرعي والإسلامي يدعو إلى الوقوف مع المملكة للتصدي للأخطار التي تحاول النيل من الإسلام والمسلمين، وتحقيق التكامل العربي والتضامن، لأن الخطر يهدد حقيقية الإسلام ويشوه الرسالة الإسلامية التي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.