بعد موسم الأمطار الذي شهدته عموم مناطق المملكة عامة وعسير خاصة كان لمحافظة بلقرن نصيبها الوافر من هذه الأمطار، وانعكس هطولها على رغبة الناس في الاستفادة من أراضيهم من خلال زراعتها واستثمار إنتاجها الزراعي لتوفر مياه الري.
قال علي عبدالخالق الشمراني "منطقة عسير وقراها بطبيعتها زراعية وكان أهالي المنطقة يعتمدون بشكل رئيس في حياتهم على الزراعة ويتضح تأثير هذه الحرفة في وجود العديد من المزارع والمدرجات الجبلية الزراعية، ولكن عند انعدام وشح المطر سابقا تعثرت هذه الحرفة وهجر الناس مزارعهم ومع هطول الأمطار امتلأت الآبار السطحية والجوفية والارتوازية ليعود الناس هذه الأيام إلى مزارعهم لزراعة العديد من المنتجات الزراعية، ومن أهمها الذرة والبرسيم والتين والخوخ والعنب والرمان والخيار والبامية والكوسة".
من جهته، أوضح علي عبدالله الخثعمي أن العديد من المواطنين يرغبون في العودة للمحصول الوطني المنتج من زراعتهم لكونه أنقى وألذ طعما، مشيرا إلى أن من المنتوجات التي نجحت زراعتها: الطماطم والبصل والفلفل الرومي والخيار والبطاطس، ويتأثر نوع وصنف وكمية المنتج بظروف المناخ والتربة وكمية ونوعية المياه، ويستعين بعض المزارعين بالعمال الوافدين في زراعة حقولهم وحصادها، ومن ثم تسويقها محليا.
وأرجع المهندس الزراعي عبدالله غرسان أسباب هذا الانتعاش إلى اقتناع الناس بأهمية الأمن الغذائي، وسلامة الزراعة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الكيميائية، والبعد عن الأغذية المعدلة وراثيا، ولن يتأتى ذلك إلا بالعودة إلى الزراعة العضوية ومحاولة الاكتفاء ولو جزئيا، محذرا من خطورة إضافة الأسمدة الكيميائية دون تقنين، إضافة إلى رش المبيدات دون ترشيد.