بعد أن خدم في الجيش الفرنسي، بدأ عمله كمرتزق حرب في بداية الستينات بإفريقيا، إذ أغلب دول القارة السمراء كانت مستعمرات فرنسية، وفي تلك الأثناء بدأت كثير من الدول تطالب باستقلالها، وهنا يأتي دور "بوب دينارد"، فهو يجهز الجيوش ويدرب الانفصاليين وحركات التمرد ليخدم سياسة فرنسا، ولكن بثمن.
وكانت له عمليات في أكثر من 20 دولة إفريقية، خصوصا بنين والكونغو وأنجولا ونيجيريا وجزر القُمر.
ولكم أن تتخيلوا أن أرباح شركته في جزر القُمر بلغت عام 1989، خلال 10 سنوات، 134 مليون دولار، هذا عدا تجارة الأسلحة التي كان يستغل فيها كل حركات التمرد والحكومات التي يدعمها سواء ببيع مباشر أم بوساطة.
دينارد كان الملك غير المتوج في إفريقيا، يوصِل إلى الحكم من يشاء، ويُسقط ويقتل من يشاء، ومن المضحك أنه نصَّب الرئيس أحمد عبدالله عبدالرحمن رئيسا لجزر القُمر مرتين، وخلعه مرتين، وفي الثالثة اتهم باغتياله.
يقال إنه من الغطرسة وصل به الحال لعمل انقلابات في إفريقيا من باب التسلية والمرح! ولا يشك أحد في أنه كان مدعوما من الاستخبارات الفرنسية، وفي كل مرة يعود إلى بلده "فرنسا" يُتهم بقضايا ويُحكم عليه ولكن يتم إيقاف تنفيذ الأحكام!
لم تكن عمليات دينارد في إفريقيا فقط، فقد شارك في حرب اليمن ودعم المملكة المتوكلية، خلال الإمام محمد البدر، وشارك أيضا في تدريب أكراد العراق، وعمليات في إيران الشاة قبل الثورة.
وفي آخر حياته أسلم وتزوج قُمرية مسلمة من جزر القُمر، وسمى نفسه سعيد مصطفى محجوب، ثم انتقل ليعيش في فرنسا، وتوفي هناك عام 2007.
هذا الرجل يذكرني بالتتار بعد ما "خربوا" الدنيا في الوطن العربي وقتلوا الملايين اعتنقوا الإسلام دينا.