عرفت طيلة حياتي الصحفية والكتابية الممتدة إلى أكثر من 3 "عقود"، دراويش كثرا، ومزايدين على الوطنية والولاء وقبلهما الدين أكثر، لكن لم يمر عليّ مزايد على هذه الأمور كلها أضخم وأكبر من أخي الدكتور "أحمد عثمان التويجري"، وأحمد الله -جل وعلا- أنه نسيج وحده وفريد عصره في هذه "المزايدة"، ولو كان في بلادنا أكثر من واحد "تويجري" مثله، يتاجر ويزايد على كل شيء، لكنا جميعاً بدون هوية وطنية، ولكنا جميعاً مقيمين، وهو كفيلنا الأوحد، بل ولكنا طوابير عند "سماحته" يشرح لنا يومياً كيف نصلي ونصوم ونمارس شعائرنا الدينية، وما هي واجباتنا الوطنية! وليتنا نفهم، لكننا سنزعج مقامه الكريم بما فينا من عي وعبط وضلال عقلي ونفسي، وسلوكي!!
أخونا الدكتور أحمد التويجري، عاشق حد الوله ومتيم بجماعة الإخوان المسلمين كما يبدو، وما تفرع ونتج عنها من تنظيمات في كل مكان، وهو من حقه أن يعشق ويحب ما يريد، لكنه في سبيل عشقه وغرامه هذا لا يتورع أن يقول للسلطات السعودية "علناً" إنه "المواطن المسلم المحب المخلص الوحيد" للنظام وللدولة وللحكومة وللوطن، والناصح الصادق للقيادة!! أمّا كل من يمس أو -حتى يفكر- أن يمس جماعة الإخوان المسلمين "المقدسة"! فهو ليبرالي "مريض" لا يعرف مصالح الوطن ولا يعي دلالات كلماته، بل إنه يصبح -في نظر التويجري- أخطر من "أكابر أعداء المملكة!" وخارج جنة "التويجري" الوطنية ومن نعيم "الجماعة" التي يستبسل باستماتة منقطعة النظير في الذب عن حياضها، والدفاع عن مبادئها، بصورة لم أقرأ لها نظيراً، حتى عند كبار مفكري "الجماعة" الذين من حقهم وواجبهم أن ينظروا لفكر "جماعتهم" ومداراة تنظيماتها السرية "الحركية العسكرية" والعلنية المتلبسة بالدعوة إلى الله، والمخادعة بعباءة الدين!!
لا أتذكر -والله- بموضوعية وصدق على كثرة ما قرأت كتباً ومقالات عن الجماعة، وفكرها وتنظيماتها السرية والعلنية، أن "مواطناً" سعودياً في تاريخ المملكة الحديث، بل ولا في بلدان العرب من تحمس وناضل بقلمه، عن جماعة -أي جماعة- مثلما هو حال الدكتور أحمد التويجري في حماسه ونضاله عن "جماعة الإخوان المسلمين"، ومن أبرز مميزات "التويجري" في هذا الاستبسال التاريخي النادر، أنه لا يتعب نفسه كثيراً في كتابة مقالاته المطولة جداً، إذ لا يوجد مقال واحد -على كثرة مقالاته- التي يهاجم فيها من يتوهم أو يتيقن من خطرهم على "الجماعة"، مكتوبا من بنات أفكاره "الإخوانية العظيمة"، فهو يكتفي برصد، ونقل كلام الكاتب المستهدف، ثم يوظف كلامه لتحقيق غرضه في المزايدة على الدين والوطن، والتهول من التجرؤ على حياض "الجماعة" التي يعتبرها التويجري مثالاً للدين والوطنية، وأهم من ذلك كله -وكله غير مهم كما يبدو لي عنده- المزايدة على الولاء والإخلاص والحب للقيادة السعودية، ليخلص من كل ذلك إلى نتيجة واحدة في كل مقالاته، هي "أنني أنا أحمد التويجري" عاشقكم الوحيد يا قيادتنا والمخلص لكم، وهؤلاء الكتاب الذين ينتقدون "جماعة الإخوان المسلمين" وما تفرع عنها من تنظيمات وتطرف وتشدد وإرهاب وقتل، أو غيرها، "هم العدو فاحذروهم"! وأظنه يتوهم أنه لولا الله -جل وعلا- ثم أحمد التويجري "لوحده" لسقط الوطن بأيدي هؤلاء "الليبراليين العلمانيين" العملاء للمستعمر، وزوار السفارات ليلاً ونهاراً!!
هوِّن على نفسك يا دكتور "أحمد" ونَم قرير العين، فالوطن في أيدٍ أمينة قادرة على حمايته من إرهاب تنظيمات "الجماعة" وخلاياها السرية والعلنية، ومن خطر الليبراليين والعلمانيين وأعداء الدين والمجوس، فهو ليس ورقة في مهب الريح، لتمارس كل هذا الهلع والمزايدة على وطنية الناس ودينهم وولائهم لقيادتهم ووطنهم من أجل حمايته كما تزعم، أمّا الدين -يا هداك الله- فهو محفوظ بقوة الله وقدرته، وليس بإرادة وقوة البشر الذين قال لهم في محكم كتابه "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فهو غني عن الأرض ومن فيها.
أمّا صفات "التربضّ والتهور" التي أمعنت في تكرارها وتكريسها عني في مقالك العتيد المطول دون داع، والذي نقلت تسعة أعشاره من مقالاتي، ولا أدري في أي مكان نشرته، ليتناقله دراويش "الجماعة" وأتباعها، والذي بذلت جهدا مضنيا في اختيار عنوانه المثير الذي يعد أهم ما فيه هو "عندما يكون الرويبضة متهوراً!! الأستاذ قينان الغامدي أنموذجاً"، فإن هذه الصفة أطلقها على شخصي الضعيف "المخدوعون والدراويش" من أتباع وضحايا "الجماعة وتنظيماتها، وتفرعاتها" وأفكارها التدميرية للحياة والأحياء التي تناضل عنها، ولم يطلقها زعماء التنظيمات ومنظروها، فهم أعقل منك كثيراً جداً، وأكثر رزانة وحكمة ودهاءً وحذراً! وأنا أعيد تلك الصفات وأكررها في مقالاتي للتندر، ولرغبتي الصادقة في تنوير عقول هؤلاء "الدراويش والمخدوعين" الذين لو عرفوا أن تنظيم "الجماعة وفروعها" يمثل خطراً على وطنهم ودينهم وقيادتهم التي تزايد عليها -علناً- لتوقفوا عن الدروشة ولاستيقظوا من الخديعة وانتبهوا لها، ويبدو لي -والله أعلم- أنك يا دكتور أحمد واحد من هؤلاء الدراويش والمخدوعين، ولو كان لك قيمة -أي قيمة- في هذه التنظيمات "الإخوانية الأصل" لكنت صامتاً، مثل كبار منظريها وقادتها الذين اكتفوا بنضال أتباعهم، وباستخدام الشباب المضلل المخدوع بفكرهم ليكون حطبا في نار "الإرهاب" التي توقدها فروع "الجماعة" في كل مكان وكل بقعة من الأرض، ولو كنت "بصيراً" بدرجة قليلة لكنت التفت حولك وقرأت الأخبار اليومية التي تعلنها وزارة الداخلية فقط عن أعداد الخلايا والمقبوض عليهم من أبنائنا وداخل وطننا، الذين ضحت بهم "الجماعة" التي تناضل عنها، ودفعتهم إلى تخريب وطنهم وقتل أهلهم المسلمين، باسم "الدين" الذي تزايد عليه -هداك الله- وهو بريء منهم ومن الجماعة التي أقنعتهم بأن المملكة ساحة جهاد ضد الكفر والضلال.
إنني -والله العظيم- يا دكتور أحمد، أشفق عليك -شخصيا- مما أنت فيه من "حنق وغيظ" على كل من تعلم -أو تتوهم- أنه يعادي، أو حتى ينتقد "الجماعة" التي أظنك تشعر بالقهر مما وصل إليه حالها -اليوم-، ومثار شفقتي عليك سببه أن حنقك -وغيظك وقهرك- سيزداد في ظل تكتل العالم الإسلامي كله اليوم، وبقيادة المملكة ضد "تنظيمات وفروع الجماعة" وفكرها وكل ما نتج عنها، وأنا أعرف أن هذا "الغيظ والحنق والقهر" بدأ يأخذ مواضعه داخل عقلك ونفسك ومشاعرك وعقول ونفوس الصامتين الذين -ربما- دفعوك إلى الواجهة، لقدراتك العظيمة في الاستغفال، ورفع الصوت!! هذا الحنق والغيظ عندك وعندهم بدأ منذ عام 2006، عندما أعلن الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، "أن جميع بلاوي المملكة جاءتها من جماعة الإخوان المسلمين الذين أحسنت إليهم فكافؤوها بالإساءة"، ويبدو من سياق نضالك عن "الجماعة" أن حالتك النفسية ازدادت سوءًا شيئاً فشيئاً، مع كل كشف عن جذور الإرهاب وفكره الذي أنتجته وكرسته الجماعة في المملكة وفي غيرها، وأخشى عليك -علم الله- أن يقتلك -فجأة- قهرك وحنقك وغيظك حين ترى حربا كبرى -قريبة- ستشن على تنظيمات "الجماعة" وعليها، وعلى فكرها لاجتثاثهم جميعاً من حياة الناس الطامحين إلى الأمن والسلام وتكريس الإسلام الحق وليس "الإخواني" الذي تناضل عنه باستبسال لم يسبقك إليه أحد، ولا أظن أن يتبعك إليه أحد!!
وأنا أحمد الله -جل وعلا- أن مقالي المنشور هنا يوم الثلاثاء الماضي، حقق هدفه، ووصل تأثيره إلى، "اللحم الحي، بل إلى العظم"! ولذلك استفزك بصورة غير طبيعية، وجعلك تمارس عادتك في "القص واللصق" التي مارستها قبلاً مع كتّاب آخرين، يهمهم مصلحة وطنهم، لكن يا دكتور أحمد -وأنت صاحب العلاقات الواسعة وجالست وتجالس كبار الأمراء والمسؤولين، كما تردد دائماً، وأنهم يسمعون منك، ويتفهمون نصائحك "الذهبية!"- لم تكن محتاجاً لكل هذا المقال "الممطط" لاستعداء القيادة والحكومة على شخصي الضعيف "الرويبضة!!" وأنت تقول إن "أكابر أعداء المملكة" لا يجرؤون على قول ما تجرأت على قوله، و"إن مشكلة قينان ليست مع من يسميهم السرورية وإنما مع المملكة دولة وشعباً ومع ما قامت عليه من منهج سلفي واختيارات فقهية، وأن ما أكتبه، "طرح متجرد من كل شعور بالمسؤولية الذي لا يخدم سوى أعداء الوطن"، وأنني "انتهازي" و"متجنٍ" و"اتهاماتي وقحة" و"كلامي هابط"، وأن "التهور في شخصية قينان يعلمه كل من عرفه عن قرب"، وأقول لم تكن -والله- في حاجة إلى كل هذا المقال "المطول" لتكيل لي كل هذه التهم "اللائقة بك"! ولكي تبلغ القيادة عني، لقد كنت محتاجاً فقط لأن تعيد قراءة مقالاتي الثلاثة حتى تفهم، أو تستعين بصديق يشرحها لك، ثم كان يكفيك أن تتصل هاتفياً بأحد رموز القيادة، وتبلغه عني، فهم -ليتضاعف حنقك وقهرك الآن-!! يعرفون الجماعة التي تستبسل دائماً في الدفاع عنها، ويعرفون فرعها "الأخطر" الذي استفزتك كتابتي عنه، ويعرفونني ويعرفونك، ويعرفون لمن ينتمي كل منا وماذا يهمه، وعن ماذا يدافع، بل ويعرفون ما الذي يستفزك أو يستفزني، ولا أدري لماذا كلفت نفسك، وتعبت في تجميع مقالك ورصّه، وأنت "القريب والمقرب وصاحب الحظوة" عند القيادة وعند كبار المسؤولين!! وفق ما أوضحته بنفسك في لقاء تلفزيوني شهير.
لقد أزعجني جدا بل واستفزني أنك أتعبت نفسك إلى هذا الحد، ولو اتصلت بي -وأنت تعرفني جيدا- لكلفت مدير مكتبي أن يجمع لك ما استشهدت به من مقالاتي، ثم أمليت عليه تعليقاتك "الاستعدائية" القصيرة هاتفيا، ولكان طلبت من الزملاء في "الوطن" أن ينشروه لك، لكنك -هداك الله- تركت كل الطرق السهلة الميسورة، ورحت ترهق يدك وهي "تقص وتلصق"، ولو استخدمت عقلك -قليلا- لهداك الله، إلى إحدى الطريقتين اللتين ذكرتهما أعلاه.
وأخيرا أقول لك: اهدأ -يا هداك الله- وانتبه "لا يطق لك عرق!" فجأة وطبق نصيحة الممثل الكويتي الكبير خالد النفيسي، رحمه الله، في مسلسل "درب الزلق" كما أتذكر، وهو يقول لزميله في المسلسل عيدروس "اركد يا عدرس!" وانتبه من "الزلق يا دكتور!!" فأنت ثروة وطنية عظيمة تهمني سلامتها! فاركد وانتبه لصحتك، واطمئن، فالوطن -كما قلت لك- في أيدٍ أمينة، وليس محتاجاً لعبقريتك النادرة! فحماته يعرفون كيف يحمونه بدون "عباقرة ولا مزايدين مقهورين"!