تحية لهذا الجهد الرائع من إحدى ملحقياتنا العاملة في الخارج حيث قامت اللجنة الثقافية، برئاسة الملحق الثقافي السعودي في النمسا، الدكتور علي بن عبدالله بن صقر في مقر عمله بمبنى الملحقية في فيينا بترجمة 30 كتاباً من مؤلفات السعوديين المميزة إلى اللغة الألمانية تشمل جميع حقول المعرفة، وكذلك إقامة ندوة عن تعليم وتعلم اللغة العربية في صالة الاحتفالات في مبنى الملحقية، شارك فيها أساتذة وطلبة معهد الاستشراق في جامعة فيينا، وأساتذة مستشرقون من جامعات دول الإشراف (المجر، التشيك، سلوفاكيا، رومانيا) ونخبة من المثقفين العرب المقيمين في النمسا. وذلك تكريماً واعتزازاً بلغة الضاد التي اعتمدتها هيئة الأمم المتحدة منذ الـ18 من ديسمبر 1937 لغة عالمية سادسة ضمن هيئاتها ومؤسساتها وجمعياتها. كانت الكتب المترجمة من مؤلفات السعوديين المميزة، واستعانت الملحقية في مهمتها بأساتذة من الجامعات السعودية، فأعدت قائمة بالكتب المختارة نالت موافقة ودعم ومؤازرة المسؤولين في وزارة التعليم العالي آنذاك مادياً ومعنوياً، إلا أن المشكلة الحقيقية التي واجهت الملحقية وأعضاء اللجنة الثقافية في تحقيق برنامجها في الترجمة هي ندرة المترجمين ذوي الكفاءات العالمية بخاصة من اللغة العربية إلى اللغة الألمانية، وهنا كان معهد الاستشراق ومعهد الترجمة في النمسا خير عون في تسهيل هذه المهمة باختيار شركات متخصصة في هذا الحقل.

وتواصل اللجنة الثقافية مهمتها بعرض ما تمت ترجمته في المعارض الدولية، واستضافت الملحقية المؤلفين السعوديين لمشاركتهم في عرض مؤلفاتهم، وتزيينها بتواقيعهم، لضيوف المعارض وعشاق اللغة العربية وآدابها، وقام بعضهم بإلقاء كلمات موجزة، عن مؤلفه المترجم إلى اللغة الألمانية، ثم أعقب ذلك حوار ومداخلات.

لم يتم الاكتفاء بهذا القدر من الكتب المترجمة، بل تم إعداد برنامج حافل اشتركت فيه الصحف المحلية في النمسا، لليوم العالمي للغة العربية، وأرسلت بطاقات تهنئة إلى جميع السفارات العربية والإسلامية المعتمدة في النمسا، والطلائع الثقافية من الجاليات العربية المقيمة في فيينا.

وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أقامت الملحقية ندوة عن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة اتفوس لوراند، في بودابست، إلى جانب برنامج تدريبي وورشة عمل أعدتها الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وبمشاركة 15 أستاذاً سعودياً ولمدة 7 أيام.

وفي جامعة فيينا احتفلت الملحقية باليوم العالمي للغة العربية لعام 2015، بإعداد ندوة عنوانها "العربية في عيون غربية"، وبمحاضرة ألقاها الدكتور علي بن معيوف المعيوف، أستاذ الآداب بجامعة الملك سعود، شارك فيها أساتذة وطلبة من جامعة فيينا وعدد من الممثليات العربية في النمسا. وأيضا احتفلت الملحقية الثقافية السعودية في النمسا باليوم العالمي باللغة العربية واحتفلت بتحقيق 90 % من خطتها في الترجمة (قصيرة المدى) التي أقرتها قبل 3 أعوام، حيث بلغ عدد الكتب المترجمة 27 كتاباً، 24 كتاباً من اللغة العربية إلى اللغة الألمانية، و3 كتب من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الألمانية. كما قامت بإهداء مجموعة من الكتب المترجمة إلى المعاهد والجامعات، والمنتديات الثقافية في الدول الناطقة باللغة الألمانية، لإظهار الجانب المشرق للمملكة، ونقل صورة صحيحة عن معالم نهضتها الحديثة، والتعريف بثلة من المؤلفين السعوديين.

بالإضافة إلى هذا الكم الهائل، من الكتب المترجمة قام رئيس تحرير مجلة السفير الثقافي الأستاذ سالم بن محمد جفشر وبإشراف الدكتور علي بن صقر بتأليف كتاب باللغة العربية، تمت ترجمته إلى اللغة الألمانية، يقع في 300 صفحة، استعرض فيه وقائع الرحلة العلمية الاستطلاعية لجامعة فيينا في ربوع المملكة العرية السعودية، والتي استغرقت أسبوعين من مايو 2014. كما ضم الكتاب بين دفتيه، آراء وتطلعات الوفد النمساوي خلال رحلته العلمية، وعدة مقالات عن المنجزات العملاقة، للنهضة الصناعية والزراعية، وتطور الجامعات والمعاهد العلمية في السعودية، كما أصدرت إدارة الإعلام في هيئة تحرير المجلة، 9 أعداد من مجلة السفير الثقافي، خلال الأعوام الثلاثة، شارك فيها رئيس تحريرها، والطلبة السعوديون المبتعثون في الجامعات النمساوية وجامعات المجر، التشيك، سلوفاكيا، رومانيا، وثلة من طلائع المثقفين العرب، المقيمين في أوروبا.

ومن ضمن الفعاليات أيضا، مشاركة الملحق الثقافي السعودي في النمسا، بكلمات في الاحتفالات المقامة بهذه المناسبة في جامعة فيينا، وجامعة أتفوس لوراند، في العاصمة المجرية في بودابست، وبورقة عمل (عولمة اللغة العربية) في مؤتمر اللهجات العربية الـ11، المنعقد في جامعة بوخاريست برومانيا خلال الفترة 25-30 مايو 2015.

وخلاصة القول أن هذه الجهود المباركة من إحدى مؤسساتنا العاملة في الخارج؛ تستحق الإشادة وتستحق الشد على أيدي العاملين الذين أشرفوا على مشروعات الترجمة، وإعداد الندوات، وإلقاء المحاضرات وإصدار المجلة الثقافية الدورية، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات.. شكراً للملحقية الثقافية في النمسا ولملحقها النشط ومساعديه الذين نال عملهم استحسان وإعجاب وتقدير الأوساط الثقافية، من الدول الناطقة باللغة الألمانية، والتي تركت أثراً طيباً، وصورة مشرقة للمملكة ورجال الفكر، من كتاب ومؤلفين. وأرجو أن تكون هناك أنشطة مماثلة لكل ملحقياتنا في الخارج وتستغل المناسبات العالمية لعرض وكشف واقع بلادنا ونهضتها على كل المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.