لا ريب أن هناك في وسطنا الرياضي من ارتضى لنفسه تمثيل دور عز الدين أيبك، ورضي أن يكون أداة في يد الآخرين، ويشن حروبا بالوكالة حتى لو استدعى الأمر قلب الحقائق وتدليس المفاهيم بالنيابة.
فمن الصعب إنكار هذه الظاهرة في رياضتنا، وشيوعها بيننا في وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المسموع والمرئي والمقروء، إنها ظاهرة الأراجوز الذي يشن حروبا انتخابية، ويصارع في الإعلام، ويقاتل في كل وسيلة تواصل، وينشر الإشاعات والأكاذيب، وكل هذا بالنيابة عن شخص متخف محتجب عن الأنظار.
لا يهمنا هذا الشخص المحتجب خلف الستار، والذي يدير لعبته الخفية بطريقته الخاصة، ولكن ما يثير التساؤل هو وجود شخص لديه القابلية أن يكون أداة طيعة تنفذ كل الأوامر والتعليمات بلا نقاش.
وواهم من يظن أننا نتحدث عن إعلامي من الدرجة العاشرة أو موظف بسيط في منشأة رياضية، الأمر تجاوز المعقول وصارت شخصية عز الدين أيبك تتكرر حتى على مستوى المسؤول رفيع المستوى، فهو مرشح في الانتخابات بالنيابة عن أحدهم أو رئيس ناد بالنيابة عن أحدهم.
هي ظاهرة سلبية دون شك، ووجودها في رياضتنا لا يبشر بمستقبل مشرق، ولن تجني رياضتنا منها إلا التعصب والاحتقان وزيادة معدلات الكراهية بين أبناء الوطن، فكلنا نشهد التحزبات والانقسامات بين جماهير النادي الواحد، فما بالك ببقية الأندية.
ومن المثير للأسى، أن الإعلام الرياضي نفسه صار يرضخ للآلية المذكورة نفسها، فهؤلاء المحتجبون تجاوز تأثيرهم حتى على كبار الإعلام، فصاروا يكيلون بين الفينة والفينة بكلمات المديح التي تطرب لها النفوس، وتصوير المحتجبين وكأنهم المخلصين لأنديتنا الغارقة في بحر المعضلات والديون.