آخر تقرير دولي يقول: إن السعودية ثاني دولة مرغوبة للعيش الآمن المستقر. لكن مسجد حارتي الصغير يقدم تقريرا أكثر وضوحا من التقرير الدولي، ففي مساحة أمتار قليلة يصلي إلى جواري يوميا خليط من شعوب الأرض، يجمعنا الدين القويم، ونتبادل الود قبل وبعد كل فريضة.
أتصفح وجوه المجاورين لي في مسجد حارتنا، فأجدهم من بورما وملاوي وباكستان ومصر والسودان وإندونيسيا والهند وبنجلاديش واليمن، وأتصفح التقرير الدولي فأجد أن مقومات المعيشة للحياة البشرية تتلخص في الأمن والاستقرار السياسي، وهذا ما يميز ثاني بلد في القائمة لراغبي البحث عن لقمة العيش.
حتى والسعودية تحتل المرتبة الثانية جذبا لشعوب الأرض من كل فج عميق؛ فإننا نسعى إلى بناء حياة أكثر جمالا، خلال التحول الوطني 2020، وننتظر معالجة بعض الأخطاء بعيدا عن "نزاهة"، لأن المواطن غسل يده من هذا الجهاز. ننتظر رتق الثقوب والعيوب بمعرفة "الحلال والحرام" ولو توقفنا عند هذا التشريع الإسلامي لقضينا على عيوبنا بـ"ميسم" الكي.
أمام 2020 تحديات البطالة، وعقود الباطن، وتعثر مشاريع بميزانيات عالية، والأهم من هذا وذاك ومن أجل "الأمن والاستقرار" خطر المتسللين بما يحملون من سلاح ومخدرات "في آخر حوار للواء محيا العتيبي تسلل 5000 مهرب" كيف نعيش وبيننا هؤلاء؟ وكم في مسجد حارتنا منهم؟
بـ"الميسم"ذاته، وبالمبدأ ذاته "الحلال والحرام"، سنقف على مفترق طرق، إما أن نستمر في قائمة الدول الجاذبة للعيش الآمن المستقر وبلوغ الذروة في 2020، أو الاستسلام لـ"الوهن" وهو حب الدنيا، الذي حذرنا منه صفوة البشر، وبالتالي يختلط علينا "الحلال بالحرام"، لا سمح الله.